قبيل كلّ عيد؛ يحرص على مراجعة مؤسسة النقد العربي السعودي للحصول على الفئات النقدية الصغيرة. يحمل معه رُزمة من فئة ال 500 ليحوّلها إلى رُزم من فئات 25 والعشرة والخمسة والريال. ومثلما يذهب إلى المؤسسة برُزمة واحدة، يعود بكيس مليء بالرزم. عشرات الألوف «مفكّكة»، يصنّفها، ويجهزها لتصل في النهاية إلى جيوب الأطفال يوم العيد. وبالطبع؛ فإن علي الملاّ الذي التقته «الشرق» لا يُنفق هذه المبالغ كلها على عيديات الصغار من جيبه وحده. بل هي أشبه ما تكون ب «قطية» تشمل إخوته وأخواته وعدلاءه الذين يتقاسمون عمليات الاستبدال. لكنه هو من يتولّى تنسيق ذلك كله. هذه السنة استبدل 32 ألف ريال، ليتقاسمها مع أقاربه. كلّ واحد من أقاربه يطلب مبلغاً محدداً مفككاً، وغالباً ما يراوح المبلغ بين 2000 و 5000 ريال. يأخذ قوائمهم قبل العيد بأيام، ويوفّر «الفكة» لهم حسب طلباتهم. والأولوية لمن يطلب أولاً. التزم علي الملا هذه العادة منذ أكثر من عشرين سنة، حسب قوله. ويقول إنه يحتاج أحياناً إلى أكثر من مراجعة لمؤسسة النقد، وأحياناً يوصي أصدقاء له يعملون في مصارف لتوفير فئات نقدية. وفي كل الأحوال يحرص على ألا يحين العيد إلا وهو جاهز أمام أقاربه بالمطلوب الذي صار كأنه واجب شخصي إزاء من يعتبرهم أحبته. الحرج الذي يلحق بعلي الملا، دائماً، هو طلب الورق النقدي الجديد، وقد لا يتحقق ذلك في كلّ مرة، وفي كل الفئات. لكنه يحاول تحقيق الرغبات قدر المستطاع. وهذا العام مثلاً لم يتمكن من الحصول على فئة الريال جديدة إلا رزمة واحدة.. وقد أعطاها لزوجته التي تعوّدت أن تعايد أهلها ب «ريال» واحد جديد فقط، كباراً وصغاراً. فيما يتولى هو إعطاء الأطفال عيدياتهم، كل منهم حسب عمره. رزم البنكنوت سوف يتقاسمها الأطفال في النهاية (الشرق) يجهز لكل قريب المبلغ المطلوب «مفكوكاً»