كلما ازداد تخاذل المجتمع الدولي تجاه مايحصل في سوريا نلاحظ أن شوكة المقاومة السورية تشتد في وجه النظام وآلته العسكرية، هذا على الأقل ما اعترف به قائد فريق المراقبين الدوليين وأكده أمام مجلس الأمن الدولي، فالمعارضة السورية لم تعد تخشى النظام ولا يمكن وقف الاحتجاجات دون حل سياسي كما قال. المتابعون الميدانيون يقولون إن مدنا وأريافا كثيرة من المحافظات في سوريا قد أصبحت فعلا خارج سيطرة النظام الذي أُنهكت قواته وهي تتراكض من محافظة إلى أخرى في محاولاتها العبثية لإطفاء نار الثورة التي إن خمدت هنا سرعان ما تشتعل هناك. وهذه المناطق التي يقدرها المتابعون بنصف الأراضي السورية تخضع لسيطرة المعارضين المسلحين رغم أن النظام يقصفها بالمدفعية من حين إلى آخر أو يداهم قرية فيها أو حيا في واحدة منها. هذه المؤشرات المؤكدة والمتواترة تفسر كيف تم خطف اللبنانيين القادمين من إيران في ريف حلب؟ وكيف تمكن الخاطفون من الاحتفاظ بهم وبالأسرى الإيرانيين منذ عدة أشهر في داخل الأراضي السورية؟. فالسلاح المنتشر أصلا في سوريا يزداد يوما بعد يوم وتفجير عدد لا بأس به من الدبابات قد وضع حدا للاقتحامات المدرعة التي شهدها العام الماضي. والمعارك الضارية التي ما تزال تأخذ طابع الكر والفر مستمرة ومتصاعدة حول دمشق ومن هنا جاء شعار الجمعة الأخيرة تحت عنوان «قادمون يا دمشق». رغم عدد الضحايا الكبير في الثورة السورية، لكن سيناريو أن يحرر الشعب بلده من الطاغية بنفسه دون تدخل خارجي هو الأنجع والأنظف، ومن قال إن التدخل الخارجي سيؤدي إلى عدد أقل من الضحايا والدمار والخراب والفتن والحرب الأهلية ومخاطر الحرب الإقليمية.