تحوَّل سوق السمك المركزي في القطيف والأرصفة المحيطة به، إلى ساحة أشبه بالحرب بين العمالة السائبة والوطنية، حيث توافد إليه العشرات من العمالة الآسيوية المخالفة مع مطلع موسم فسح صيد الربيان، وبدأوا بوضع بسطاتهم ومزاحمة الباعة السعوديين، الذين تذمروا وانتقدوا غياب الرقابة التامة عن السوق. وقال البائع في سوق السمك عبدالجليل الخليتيت ل»الشرق»، إن العمالة الآسيوية المخالفة والسائبة توافدت على السوق مع مطلع الموسم، وبدأت في مزاحمة العمالة الوطنية دون رقيب أو حسيب، وسيطرت بشكل كامل على أرصفة الطريق الرئيس الفاصل بين سوق المفرق وسوق الجملة للأسماك، ونشروا بسطاتهم على طول الطريق وتمكنوا من التغلغل إلى داخل السوق. وأوضح أن استمرار وجودهم يمثل تهديداً حقيقياً للأيادي العاملة الوطنية، مبيناً أن هذه العمالة تستغل مواسم صيد السمك والربيان طيلة العام، والوضع يزداد سوءاً يومياً على الرغم من كثرة الشكاوى المقدمة للبلدية، مطالباً بالتدخل العاجل لإنقاذ السوق من سيطرة العمالة السائبة. كما شكا عدد من الشبان الذين يتوافدون على السوق خلال الموسم للعمل في مهن تقشير وتنظيف الربيان، من مزاحمة العمالة السائبة لهم. وذكر المواطنان قاسم التاروتي ومصطفى عبد رب الرسول، أن السوق يوفر فرص عمل موسمية للأهالي، خلال فسح صيد الربيان، إلا أن العمالة السائبة تمكنت من إزاحتهم عن هذه المهن، وأضاف «العمالة الآسيوية تقوم بتقشير وتنظيف الربيان للزبائن بأسعار زهيدة جداً تصل إلى ريال واحد فقط للكيلو مقابل ريالين إلى ثلاثة ريالات أجرة العامل السعودي لتنظيف كيلو الربيان، وهو ما يجعل كثيراً من الزبائن يقبل على العمالة الآسيوية». من جهته، أوضح رئيس المجلس البلدي في القطيف المهندس عباس الشماسي، أن وجود عمالة غير نظامية مجهولة، ولا تمتلك شهادات صحية في السوق، يشكل خطراً اقتصادياً وصحياً، مبيناً أن المجلس أكد مراراً أهمية تكثيف الرقابة على الأسواق. أما رئيس المجلس البلدي السابق في القطيف الدكتور رياض المصطفى، فأشار إلى وجود تعليمات من الجهات العليا باقتصار العمل في بعض المهن على السعوديين فقط، ومن بينها مباسط بيع السمك بالمفرق في أسواق البلدية، وصدور قرار من المجلس بتاريخ 28/ 4/ 1429ه يقضي بتفعيل العمل بتلك التعليمات، إلا أن البلدية لم تطبقه. انخفاض أسعار الربيان وتراوح سعر كيلو الربيان للمفرق في السوق المركزي بالقطيف أمس، بين 9 و 11 ريالاً بحسب الحجم والكمية، فيما سجل سوق الجملة بيع بانة الربيان ب 160 ريالاً (البانة 32 كيلو جرام). وتُعد جميع الشحنات التي وصلت السوق منذ بداية موسم الصيد يوم الخميس الماضي وحتى الآن، حصيلة صيد القوارب الصغيرة فقط التي لا تتجاوز رحلة صيد الربيان الواحدة لها عدة ساعات، بينما ينتظر السوق عودة المراكب الكبيرة من أولى رحلات الصيد، التي من المتوقع أن تتسبب في إغراق السوق بكميات ضخمة وسط مخاوف من انهيار الأسعار، حيث يتزامن عودة تلك المراكب مع نهاية شهر رمضان المبارك وبداية أيام عيد الفطر، وهي الفترة التي تكون فيها حركة السوق راكدة لتزامنها مع عطلة العيد. قاسم ومصطفى يشكوان سيطرة العمالة السائبة على المهن الموسمية في السوق