الشيخ البروفيسور سعود الشريم، هو أكثر من مجرد إمام وخطيب للمسجد الحرام في مكةالمكرمة، فهو بالإضافة إلى ذلك، يشغل منصب عميد كلية الدراسات القضائية والأنظمة في جامعة أم القرى. ويعده كثيرون امتدادا لجيل العمالقة من «المقرئين»، حيث يصنف الشريم حاليا واحدا من أبرز «القراء» المؤثرين في العالم الاسلامي وأكثرهم شهرة، وينتظر الملايين شهر رمضان بوصفه نافذة يستمعون من خلالها إلى صوته في صلاة التراويح والقيام التي يتناوبها مع أئمة الحرم الآخرين. الشريم، الذي صدر قرار ملكي بتعيينه إماما وخطيبا للمسجد الحرام وهو في سن ال26 (من مواليد العام 1386ه)، يعد أكثر أئمة الحرم نشاطا في الوسائط الحديثة على الإنترنت، وهو ينشط على وجه التحديد في شبكة «تويتر» (حسابه موثق بالعلامة الزرقاء)، ويتابعه أكثر من 350 ألفا، (لكن الشيخ لا يتابع أحدا!)، ويبدو الشريم في «حسابه» جريئا بعض الشيء في تعاطيه مع الأحداث الراهنة محليا وخارجيا، على خلاف الطابع الحذر للمشايخ هنا في التعاطي مع الشأن العام، وهو لا يكتفي بفضح الفساد في خطبه ومحاضراته، ولكنه، في «تويتر»، ينفذ إلى تفاصيله أكثر«تواضعك وعدم فسادك غير كاف؛ ما لم يك في داخلك أنك لا تحب الفساد والعلو ولا تريدهما..». ويغلب حاليا على الشريم «الهم» المصري، حيث يتألم لما يحدث في الميادين المصرية من معارك، وهو يوجه رسالته «المصرية» الخاصة: «أيها الجندي المصري إربأ بسلاحك أن تلوثه، فلا تبسط يدك لتقتل بني جلدتك في حين قد سلم منك عدوك». والشريم أيضا شاعر (أسرة الشريم سبق أن أنجبت الشاعر الشعبي الشهير سليمان بن شريم)، وله عديد من القصائد العمودية الفصيحة، ومن أشهر قصائده تلك التي منحها عنوانا لافتا: «إلى معالي الوزير»!.