قالت الفنانة التشكيلية الجزائرية دليلة محمد بورابية، إنه لولا موهبتها في الرسم لما استطاعت أن تسخره في تنمية مواهبها الأخرى، مشيرة إلى أنها تتجه حالياً إلى فن «الأركت»، وهو فن النحت على الخشب، وكذلك إلى فن الديكور والتصميم، وأنها تعمل على الاستفادة من هوايتها بشكل أكثر عملية. * حدثينا عن بداياتكِ الفنية؟ - بدأت موهبة الرسم عندي منذ الصغر، وكنت أقلد الأشياء أمامي وأحاول رسمها، وأذكر أنني كنت رسامة المدرسة في صغري، حيث كنت متميزة في رسم صور الطبيعة كالكوخ وبحيرة البجع والفصول الأربعة، ومع الأيام والسنين عملت على التعمق في موهبتي ومعرفة أبعادها وتفاصيلها، وأذكر جيداً حين كنت طالبة في المرحلة الثانوية أني رسمت والدي -رحمه الله- وهو يمشي في أرجاء البيت بقلم رصاص على قصاصة ورق الخبز، وتركت الرسمة سهواً على طاولة المطبخ، وحينما رآها والدي اندهش من شدة الشبه بينه وبين الرسمة، ومنذ ذلك الوقت شجعني بقوة لدخول كلية الفنون الجميلة في الجزائر، وكان ذلك بالفعل. * هل واصلتِ الدراسة بعد انتقال زوجكِ لفرنسا؟ - بحكم زواجي انتقلت مع زوجي إلى فرنسا لإتمامه رسالة الدكتوراة، فالتحقت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة في فرنسا، حيث درست ست سنوات، تخصصت خلالها في فن الرسم والتلوين في القسم الواقعي. * هل لديكِ هوايات أخرى؟ - أعمل دائماً على الاستفادة من هواياتي بشكل عملي أكثر، متجهة حالياً إلى فن «الأركت» أي فن النحت على الخشب، وإلى فن الديكور والتصميم، ولولا الرسم لما استطعت أن أستثمر مواهبي الأخرى. * إلى أي مدرسة تنتمين؟ - كانت لجدي لوحات فنية أصلية اقتناها منذ زمن القدم، فكنت منذ الصغر دائماً ما أجلس تحت البيانو أتمعنها لمدة زمنية طويلة وكانت أغلبها لوحاً واقعية كلاسيكية، متسائلة دائماً كيف استطاع هؤلاء الفنانون محاكاة الطبيعة بشكل مبهر ولافت، فهذا ما نمى فيّ حب الفن واتجاهي للأسلوب الواقعي والكلاسيكي. * أين مارست الفن التشكيلي؟ - لم أمارس الفن في بلدي الأم لكنني مارسته هنا في بلدي الثاني السعودية، لقد عملت جاهدة لمشاركة خبرتي الفنية التي اكتسبتها من بلد الفن والجمال فرنسا ساعية في توظيف خبرتي الفنية الطويلة في هذا المجال، من حيث تنشئة جيل من الفنانين التشكيليين المهتمين بممارسة واحتراف الفنون المعاصرة على الطريقة الأكاديمية تقريباً أغلب فنانات الأحساء تتلمذن على يدي، وكان ذلك حصيلة خمسين دورة على مدى 16 سنة تقريباً من التدريس. * ما أعزُّ لوحة على قلبكِ حتى الآن؟ - لوحة لأمازيغية تحمل جرة على كتفها، كانت أول رسمة رسمتها في كلية الفنون الجميلة في الجزائر مع الأستاذ راسم قسم منمنمات. * ماذا قدمت لك جمعية فتاة الأحساء التنموية؟ - قدمت لي كثيراً من الدعم، وأشكر جميع القائمين عليها، وأعتبرهم عائلتي الثانية. * ماذا تقولين للفنانات الجديدات على الساحة الفنية؟ - أريد فقط أن أعيد على مسامعهن ما كنت أقوله دائماً: فنُّكنّ هو سلاحكن، تتميزن به عن الآخرين.. كنّ دائماً فخورات بفنكنّ، فهو توقيعكنّ كما توقعن باسم والِدكنّ، اجعلنه دائماً يثبت انفرادكنّ وتميزكنّ، ولكُنّ مني خالص الدعاء. رسمة الجرة للفنانة دليلة بورابية (الشرق)