"أناملي حرة لا قيد لها وسأتركها تبحر في مجال الفن أينما شاءت"، بهذه العبارة بدأ الفنان التشكيلي السعودي، عبدالوهاب بن مهدي، حديثه ل"الوطن"، من سوق واقف بمدينة الدوحة في دولة قطر، الذي اختاره موقعا له لممارسة هواية الرسم، حيث يعتبر سوق واقف من أهم المعالم السياحية في مدينة الدوحة ويجمع بين العراقة والأصالة وبين المدنية الحديثة. كما يشتهر السوق ببيع المشغولات التراثية وتناول الطعام العربي والشعبي والعالمي، إضافة لإقامة الفعاليات والمهرجانات. وعن سبب اختيار ابن مهدي سوق واقف موقعا له لممارسة الفن التشكيلي، أوضح أن سوق واقف يعد موقعا استراتيجيا لكثرة رواد هذا السوق من مختلف الجنسيات بالعالم، ويتميز بطابع شعبي بسيط، ولكنه متخم بالثقافات ولا يحتاج للتكلف بزي معين، إضافة إلى هدفه في إخراج الفن التشكيلي من دائرة النخبوية والمخملية وجعله فنا شعبيا للجميع، يستمتع به جميع أفراد العائلة. وأكد ابن مهدي أن سبب سفره لقطر بهدف ممارسة موهبته نظرا ل"وجود البيئة المناسبة" التي تساعده على تطوير نفسه في قطر، إضافة إلى الترحيب والدعم المادي والتفاعل الإيجابي الذي وجده حسب قوله ، مشيرا إلى أن "ضعف الدعم المادي وافتقار المناخ المناسب" ساهما في البحث عن فرص أفضل خارج المملكة، وألمح إلى أنه قام بصرف مبالغ كبيرة عند وجوده في المملكة إلا أنه لم يجد الدعم ومن يقوم بتبني موهبته وإيصالها للعالمية. ويرى ابن مهدي أن من أبرز مشاركاته بالمملكة هو معرضه الشخصي الأول الذي افتتحه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، بصالة الأمير فيصل بن فهد في2004، إضافة لمشاركته بعدد من معارض رعاية الشباب ومعارض نادي الهلال، وعن أبرز لوحة قام برسمها، قال: هي لوحة بورترية لخادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، والشخصية الثانية هي صورة الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -، حيث حصلت على خطاب شكر موقع بيده الكريمة طيب الله ثراه. وذكر "ابن مهدي" أن الفن التشكيلي في المملكة ب"حاجة إلى إدارة جيدة وذكية تستطيع أن تدير الحركة التشكيلية بشكل قوي لما لهذا المجال من تأثير في جميع المجالات، ومنها أفكار التصميم والديكور والهندسة والأزياء والموضة وتجميل المدن والإدارات والتعبير في المحافل والمناسبات بأعمال فنية مؤثرة". وألمح إلى أن لديه عددا من المقترحات لتطوير المجال التشكيلي وسيقوم بطرحها بحال إن وجد الفرصة المناسبة لسماعها وأخذها بعين الاعتبار لتقديمها بشكل مفصل. وعن بداية موهبته مع الرسم، قال: بدأت موهبتي منذ الصغر وذلك من سن الخامسة، حيث كنت أقوم ببناء منازل من الطين وقطع الخشب وكذلك استخدامي (للصلصال). وأشار إلى أن الفن التشكيلي ليس مجرد علاقة عابرة أو مساحة من التسلية والرفاهية بقدر ما هو رسالة سامية تحاكي الواقع وتبحر في الخيال، وأضاف "أنا أحترم جميع المدارس التشكيلية، ولكن لا أحب أن أحصر نفسي في مدرسة بعينها وأحاول أن أكون لنفسي خط سير خاصا بي من منطلق ما عشته وتعايشته وبحسب الظروف التي مررت بها. وأضاف: أقوم باستخدم جميع الخامات سواء في الرسم أو الخزف أو النحت واستخدم جميع الألون سواء زيتية أو اكرليك (المائية) أو الباستيل (الفحمية)، فهناك خامات ذات جودة عالية لم أجدها في المملكة علما أنها مكلفة ماديا، مشيرا إلى أن الوقت المستغرق لرسم الوجه من نصف ساعة فأكثر، ويعتمد ذلك على الكركتر (الملامح)، وأنه يفضل استخدام ألوان الباستيل في رسم الوجوه لأنها تعطي تجسيدا رائعا لتفاصيل ملامح الوجه. وقال ابن مهدي: من أبرز المواقف الغريبة والطريفة في الوقت نفسه، هي عندما أكون أعمل على رسم لوحة في مكان عام، ويأتي شخص ويسألني "أنت اللي يرسم" وأنا أرسم أمام عينيه. "هذا السؤال يثير جنوني".