يتناول في برنامجه التلفزيوني الشهير «الثامنة» أسئلة كبيرة في المشهد المحلي، ويثير جدلاً ساخناً، ويعتبر البعض برنامجه مقياساً للرأي العام. واختير مؤخراً في اللائحة الأخيرة لأقوى مائة شخصية سعودية، التي تنشرها سنوياً مجلة «أريبيان بزنس».. إنه المقدم التليفزيوني داود الشريان. يتألق الشريان بشكل خاص عندما ينفعل ويغضب من ضيوف برنامجه، الذي يحظى بشعبية لافتة، ولذلك فإن استديو «الثامنة» أمسى واحداً من الأماكن الأكثر إثارة في شاشات الفضائيات العربية عند «الثامنة» من مساء كل يوم. ولا يمكن لأي من ضيوفه (ليس كلهم تماماً!) الخروج من هذا الاستديو دون أن يكون قد طاله شيئا من انفعال الشريان وغضبه، ويعتقد كثيرون أنه يعبِّر عنه بطريقة مسرحية. وهكذا فقد تكرس الانطباع لدى المشاهدين بأن الشريان، الذي تعذر عليه الوصول إلى خشبة المسرح في فترة مبكرة من شبابه، يقدم برنامجا تلفزيونيا يمتلئ بالقسوة، وهو ينطلق في قسوته مع ضيوفه، فجأة مع بداية البرنامج ودون مقدمات، ما جعل رجلا خبيرا مثل الإعلامي الشهير بدر كريم يطالبه بالتزام الوقار والاتزان مع ضيوفه ومشاهديه (ربما لأن السيد كريم لا يزال يعيش مع ذكرياته في.. وكالة الأنباء السعودية). يتصف عالم الشريان التليفزيوني بتنوع فريد، فهو يستضيف شخصيات عامة على مستوى عالٍ من الأهمية، وفي الوقت نفسه فإن شخصيات قادمة من قاع المجتمع تحظى، أحيانا، بفرصة إيصال صوتها. وتدهش، في بعض الساعات، من مشاهدة شخصيات بنَت مجدها في البُعد عن الإعلام، وإذا بها تجلس إلى جوار «داود» في الاستديو!. أي «قوة» يمتلكها هذا المقدم وتجبر الجميع على المجيء إليه؟.. إنها قوة الإعلام بلاشك، وليس شيء آخر. وعندما يتحدث الشريان، الذي يمتلك تجربة مهمة في الصحافة المطبوعة، عن الإعلام، فإنه يختصر الحديث، كأي صحافي خبير، بما يشبه «المانشيت»: «الإعلام، مثل السياسة، هو فن الممكن». وكأي موهبة عظيمة، فقد شعر الشريان بأنه يحمل كثيرا من الأفكار والتجارب التي يجدر به طرحها أمام الناس، قبل أن تمضي زهرة العمر، ليقوم بعرضها أمام الجميع في مختلف الوسائل الإعلامية: الصحافة، الإذاعة، والتليفزيون!، في سباق عجيب مع الزمان والمكان، لكنه يوم أن اقتنع بضرورة التخلي عن بعض هذه المنابر، فإنه اختار المنبر الذي حقق معه أفضل الشروط المهنية: الصحافة!، معلنا استمراره مع التليفزيون على الرغم من تحسسه من أن التليفزيون يُشعره أحيانا أنه «مسلواتيا»!.