جدة – عبدالعزيز الخزام الذين يحتجُّون على مشاركاتي الخارجية لم يُلقوا نظرة واحدة على نصوصي نفت الشاعرة فاطمة الحربي علمها بوجود احتجاجات كبيرة على مشاركاتها في النشاطات الثقافية التي أقامتها الملحقية الثقافية السعودية مؤخراً في صنعاء. ووجَّهت الحربي رسالة إلى المحتجين على وجودها بقولها «قبل الاحتجاج ألقوا نظرة على نصوصي لتحكموا عليها بحيادية»، معربة عن أملها في أن تلقى نقداً بناء وتوجيهاً صادقاً بدلاً من «الاحتجاج». زيارة تاريخية * كيف تصفين مشاركتكِ في الفعاليات الثقافية التي نظمتها الملحقية الثقافية السعودية في صنعاء؟ - مشاركتي في الفعاليات الشعرية بصنعاء كانت جميلة كحلم وزيارة تاريخية لن يطويها النسيان ما حييت، لاسيما وقد سبقها في وقت مضى تواصل بيني وبين شاعرات وكاتبات من اليمن عبر قنوات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعلني أشتاق كثيراً لزيارة اليمن وأجدها فرصة لأشكرهن على احتفائهن بي، كما أتقدم كذلك بالشكر الجزيل للملحق الثقافي في اليمن علي الصميلي، الذي يعمل بجد على توثيق وشائج الودِّ بين مثقفي البلدين، إضافة إلى أعبائه ومسؤولياته فله ولهن الشكر الجزيل، والشكر كل الشكر لزوجي أيضاً الذي سمح لي بل ورافقني إلى اليمن، وكذلك مشاركتي الشاعرين الكبيرين الشاعر عبدالله الصيخان والشاعر علي الأمير، ومن الجانب اليمني الشاعر يحيى الحمادي كان له أثر كبير في نفسي، ولن أنسى كلمة الشاعر الصيخان عندما قال «أنتِ من أكثر الأصوات الشابة النسائية التي لفتت انتباهي، تملكين موهبة جميلة استمري بها»، كانت شهادة من أستاذ كبير أعتز به كثيراً. الإعلام والشعر * لماذا كان ظهوركِ الأول في المشاركات المنبرية خارج الوطن؟ ما الذي يُعنيه لكِ هذا الأمر؟ - دُعيت من قِبل جمعية الثقافة والفنون في جدة للمشاركة في أمسية شعرية ولكن توقيتها لم يكن مناسباً لي فاعتذرتُ، وربما وجودي كإعلامية كان يغلب على حضوري الشعري خصوصاً والمشهد الشعري لدينا زاخر بعديد من الأسماء المهمة التي قد تُلقي بظلالها على أسماء شعرية لايزال حضورها خجولاً في الساحة كما هو الحال بالنسبة لي. أما دعوة الملحقية الثقافية السعودية في صنعاء فقد كانت فرصة ذهبية من الصعب الاعتذار عنها خصوصاً أن الوقت كان مناسباً جداً. رأي محترم * كيف تردين على احتجاج بعض الشاعرات على مشاركتكِ في صنعاء؟ - لا علم لي باحتجاج الشاعرات، وإن كان فهذا رأيهن وأحترمه وأحترم وجهات نظرهن، فلكل مثقف أو مثقفة حرية الرأي وتقبُّل الآخر أو عدمه. وهنا أحب أن أقول كلمة لكل من يحتج: قبل الاحتجاج ألقوا نظرة على نصوصي لتحكموا عليها بحيادية، وأتمنى أن أتلقَّى منهن النقد البناء والتوجيه بدل الاحتجاج. ملتقى نسوي * في اللقاءات التي شاركتِ فيها بصنعاء تبنت المشاركات فكرة تأسيس ملتقى أدبي نسوي يهدف إلى تشجيع المبدعات اليمنيات وربط تجاربهن بتجارب الأديبات السعوديات.. ما هي تفاصيل هذه المبادرة؟ وأي دور يمكن للأديبة السعودية أن تلعبه في هذا السياق؟ - أعلنت الدكتورة منى المحاقري عن تأسيس ملتقى أدبي نسوي هو الأول من نوعه في اليمن بعد مشاركتي في أمسية الملحقية وفي الأمسية النسائية التي أقيمت على هامش أمسية الملحقية، وذكرت أن وجود شاعرة سعودية يعتبر فرصة لبداية تبادل ثقافي أدبي بين البلدين، ولاقى هذا الإعلان استحسان الأديبات والمثقفات الموجودات، ومن المفترض أن يكون هناك تعاون من جانب الأديبة السعودية ومن اللجان النسائية الأدبية بالذات ويتم التنسيق مع الملتقى النسوي لدعوة الأديبات اليمنيات والاطلاع على تجاربهن لأنها بالفعل تجارب ثرية وجديرة بالاهتمام. بياض الحيرة * ما الذي تعمل عليه الشاعرة فاطمة الحربي الآن؟ ما الذي تشتغلين عليه حالياً؟ - الآن أقوم بإنهاء اللمسات الأخيرة من إصداري الأول الذي اخترت له اسم «بياض الحيرة»، بالإضافة إلى مزاولتي هوايتي المحببة إلى نفسي وأقصد العمل الصحفي.