أنصح بعض المسؤولين العرب – خاصة أولئك الذين يتعاملون مع أجهزة الصحافة والإعلام – أن يؤمّنوا، فور تسلمهم لمهامهم الرسمية، لفة كبيرة من الحبال، وأن يحتفظوا بها في مكاتبهم.. وأن تكون هذه المُهمة في قمة أولوياتهم. فكما هو معروف فإن «حبل الكذب قصير»!! وكلما طالت فترة بقائهم في مناصبهم، وهي في عالمنا العربي تطول طول «مواعيد عرقوب» التي يُضرب بها المثل في الكذب والخلف، كلما احتاجوا إلى مزيد من الحِبال. وللعلم فإن عرقوب رجل من خيبر أتاه أخوه يسأله فقال له عرقوب إذا أطلعت تلك النخلة فلك طلعها فلما أطلعت أتاه للعدة فقال له دعها حتى تُبلِح فلما أبلحت أتاه فقال دعها حتى تزهى فلما زهت قال دعها حتى ترطب فلما أرطبت قال دعها حتى تتمر فلما أتمرت سرى إليها عرقوب من الليل فجدّها ولم يعط أخاه شيئاً فسارت مواعيده مثلا سائرا في الأمثال كما قال كعب بن زهير: صارت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل فليس تنجز ميعادا إذا وعدت إلا كما يمسك الماء الغرابيل ولعل أبرز من يمتلك لفات طويلة من الحبال اليوم هو القذافي «زعيم» الثورة الليبية الذي يمارس من الكذب يومياً ما فاق «زعيم» مدرسة الكذب الدولية جوبلز وزير إعلام هتلر في الحرب العالمية الثانية من تزوير للحقائق. فالقذافي يكذب حتى على نفسه عندما يُعلن أنه مازال محبوباً من الشعب الليبي في الوقت الذي يتظاهر ضده جُل الشعب الليبي ويطلبون منه الرحيل فيرد على «حبهم» بحب مماثل بإبادتهم حتى آخر طفل ليبي .. ومن الحب ما قتل!! [email protected]