انخرط نائب رئيس دولة جنوب السودان، رياك مشار، فور وصوله الخرطوم أمس الأول في مباحثات مشتركة مع النائب الأول للرئيس السوداني، علي عثمان محمد طه، حول الخلافات بين البلدين، كما التقى الرئيس عمر البشير قبل أن يغادر الأخير إلى أديس أبابا، في الأثناء نفسها أعلنت جنوب السودان عن تصدير أول شحنة نفط إلى الأسواق العالمية عبر السودان منذ توقف عملية التصدير عام 2011. ووصل مشار مطار الخرطوم على رأس وفد وزاري رفيع المستوى ضم كلاً من وزراء النفط والموارد المائية والشؤون الإنسانية ونائبي وزيري الداخلية ومجلس الوزراء في دولة الجنوب إضافة إلى أعضاء من اللجنة الأمنية السياسية المشتركة . وأبدت الخرطوم تفاؤلاً حذراً تجاه زيارة مشار والتي تعتبر الأولى له بعد انفصال الجنوب. وأعرب المتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، عن أمله في أن تمثل الزيارة فاتحة خير لشعبي البلدين، مشيراً إلى أن الخرطوم على استعداد لتوفير كل أسباب النجاح والاستقرار والتعاون في الزيارة وإزالة مخاوف دولة جنوب السودان «إن وُجِدَت» . كما أعرب بلال عن أمله في أن تتمخض الزيارة عن اتفاق يغني البلدين عن أية وساطات وأن تكون فاتحة خير في مسيرة العلاقات بين البلدين، وأضاف «نحن متفائلون بحذر تجاه الزيارة»، مؤكداً استعداد السودان لتوفير كل أسباب النجاح لهذه الزيارة ومبيناً أن زيارة نائب رئيس دولة الجنوب تهدف لحل المشكلات التي تعترض تطور العلاقات بين البلدين. وجدد بلال التزام السودان بانسياب نفط الجنوب متي ما أزيلت الأسباب التي دعت لإيقافه، وقال إن مهلة ال 60 يوماً لم تكتمل بعد، لافتاً إلى أن التهديد بوقف ضخ النفط الجنوبي كان إجراءً اضطرارياً. وكانت الخرطوم هددت بهذا الإجراء واتهمت جوبا بدعم المتمردين على الحكومة السودانية. في سياق متصل، أعلن جنوب السودان أنه صدَّر أول شحنة نفط إلى الأسواق العالمية عبر السودان منذ توقف عملية التصدير 2011. وقال وزير إعلام جنوب السودان، بارنابا ماريال بنجامين، إن أول شحنة من نفط حكومة الجنوب غادرت ميناء بورتسودان على البحر الأحمر لكنه لم يذكر تفاصيل. وغادرت أول شحنة من النفط غير الحكومي الأسبوع الماضي، وقال تجار إنها ترجع على الأرجح إلى مؤسسة النفط الوطنية الصينية (سي.أن.بي.سي) التي باعت 1.2 مليون برميل في مطلع يونيو الماضي.