انتابني الضحك أثناء متابعتي لبعض البرامج الرياضية الفضائية بعد إعلان نادي الهلال التعاقد مع سامي الجابر كمدرب للفريق الأول، لكنه لم يخلُ من الضحك بسخرية، مردداً (لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم)، كما انتابني شعور بالشفقة على حال أولئك المضطربين الذين ظهروا تلك الليلة ولم يتمكنوا من كبح جماح نفوسهم المريضة، وقد اضطربوا كثيراً ما أن سمعوا اسم سامي الجابر وكأنه عدو لدود.. هؤلاء المتباكون -كذبا- على الهلال وكأنهم أوصياء عليه أو كأنهم رضعوا حب الهلال مع حليب أمهاتهم، وهذا بالطبع كما يقال (ليس حباً بعلي ولكن كرهاً بمعاوية!!).. كنت أتصور أن السنين غسلت نفوس أولئك أو على الأقل أن نظرتهم لسامي الجابر قد تغيرت بعد أن عاد للوطن مدرباً وطنياً حتى وإن عاد لنادي الهلال، فاليوم في الهلال وغدا قد يكون في نادٍ آخر، وقد يكون يوماً ما مدرباً لمنتخب الوطن مثله كمثل المدربين الوطنين الآخرين الذين نكن لهم كل محبة وتقدير، ولكن هيهات مع أولئك المضطربون حد الشفقة!. فيا أيها المتباكون مهلاً.. لندع سامي الجابر يعمل ونأخذ بيده كمدرب وطني أتى بفكر تدريبي احترافي جديد، لعله ينجح بإذن الله ويكون المؤسس الحقيقي للنهج الجديد للمدربين الوطنيين. سامي الجابر خرج من بيئة نادي الهلال، وكما يقال (أهل مكة أدرى بشعابها) وسينجح بإذن الله. حضر إلينا مدربون مغمورون ليس لهم أي تاريخ تدريبي يذكر ولم ينتقدهم أو ينتقد من تعاقد معهم أحد. لسان حال سامي الجابر يقول: (الموج الأزرق في عينيّ ... يناديني نحو الأعمق..!).. مع الاعتذار للراحل/ نزار قباني. أعانك الله يا سامي وسدد خطاك، فالمتربصون كُثر!. كان جابراً لعثرات الهلال حينما كان لاعباً، وسيكون جابراً لعثرات الهلال مدرباً بمشيئة الله. التعاقد مع الأسطورة سامي الجابر كمدرب لفريق الهلال هو بداية التصحيح والحلول لمشكلة الفريق الهلالي، والجماهير الهلالية لازالت تترقب الحلول المتبقية وعلى أحر من الجمر، ويأتي من أبرزها العناصر الأجنبية ومدى نجاحها مع الفريق. الهلال والاتحاد وما حكّ جلدك مثل ظفرك..! يقول المثل (ما حكّ جلدك مثل ظفرك) هذا المثل ينطبق على حال فريقي الهلال والاتحاد هذا الموسم بعد أن خرج كلٌّ منهما بثمرة، وذلك بفضل من الله ثم بفضل العناصر المحلية لكلٍّ منهما، حيث ساهم لاعبو الهلال الوطنيون بانتزاع بطولة كأس ولي العهد؛ فيما ساهمت العناصر الوطنية بانتزاع فريق الاتحاد لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال فيما أخفقا في بطولة النفس الطويل (دوري زين) نتيجة سوء العناصر الأجنبية التي يفترض، بل يجب أن يكون دورها فاعلاً ومميزاً بالفريق، حيث ظهر الفريقان بمستويات فنية تعد متواضعة في بطولة الدوري قياساً بما يملكانه من سمعة كروية متميزة، وإن كان اهتزاز مستوى الفريقين له مسببات متفاوتة، لكنهما يشتركان في سبب واحد وهو ضعف العناصر الأجنبية وسوء مستوياتها. وفي المقابل لا يكفي تميز العناصر الأجنبية ولن تسهم بانتشال الفريق ما لم يكن لديه عناصر وطنية متميزة ذات مستوى ثابت وغير متذبذب، قادرة على أن تكمل تميز العناصر الأجنبية كما حدث لفريقي الشباب والأهلي اللذين أخفقا هذا الموسم برغم عناصرهما الأجنبية المميزة ولكن ثمة عوامل أسهمت بخروج الناديين خاليي الوفاض ومنها اللاعبون الوطنيون. لا تظلموا العروبة يا رعاية الشباب..! ليس ذنب نادي العروبة تأخر إنشاء المدينة الرياضية بمنطقة الجوف والتي اعتمدت عام 1431ه بل ذنب الجهة المسؤولة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي لازالت تتلكأ في تنفيذها.. ومن هذا المنطلق حري بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بالإدارة الفنية أن تسارع الخطى نحو تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في ملعب نادي العروبة وألا تقتل فرحة أبناء منطقة الجوف بصعود سفير الشمال للدرجة الممتازة، إذ من غير المقبول إطلاقاً أن تلوّح رعاية الشباب باحتمالية نقل مباريات العروبة في دوري جميل لمدينة عرعر طالما تنفيذ التحسينات ممكنا وقبل بدء الموسم الكروي. على عَجَل إن تحرك نادي الهلال وأعلن بشكل فعلي عن عدد بطولاته الرسمية وغير الرسمية مثلما فعلت بعض الأندية وأقر بأن عددها يفوق الثمانين بطولة بدعم إعلامه وجماهيره، حينها ستتحرك اللجنة الإعلامية بالاحاد السعودي لكرة القدم وستضطر لحصر البطولات الرسمية الفعلية للأندية ليعرف كل ناد حدوده وحصته من البطولات المعترف بها رسمياً، لأن لجان الاتحاد لا يحركها إلا الهلال. إذا كان يحيى الشهري وهو النجم المتميز سيسهم في عودة العالمي لمنصات التتويج، لتعود الابتسامة والبهجة والسرور لمحبي وعشاق نادي النصر بعد غياب عن الفرح دام سنين طويلة فإن من المؤكد أن صفقة الشهري تستحق الخمسين مليوناً لأن عودة الأفراح والليالي الملاح لجماهير النصر لا تقدر بثمن. التفريط بالنجوم أودى بفريقي القادسية والوحدة إلى غياهب الدرجة الأولى، فهذين الناديين من أكثر الأندية إنجاباً للمواهب ثم تصديرهم لخارج النادي. إذا كان الاتحاد العربي لكرة القدم حريصاً على أن تعود البطولات العربية لسابق عهدها من حيث القوة والإثارة والمتابعة الجماهيرية فيجب أن يكون أكثر حرصاً على تهيئة الاجواء المثالية للفرق المشاركة، وألا يتكرر ما حدث للأشقاء في النادي العربي الكويتي من سوء المعاملة التي عانوا منها مؤخراً في نهائي البطولة العربية بالجزائر. [email protected] Al_siyat@في تويتر