حوار – سعيد الهلال لا تقارنوا صفقة ياسر القحطاني بانتقال الشهري للنصر وصلنا للمونديال بالهواة .. وأصحاب الملايين جعلونا ننافس «مالاوي» أقول للإعلاميين: لا تُناقِضوا آراءكم وأفكاركم سنطبق تجربة الفتح في الهلال «سامي إذا حط شيئ في راسه يجيب راسه» أخيرا..ً سمعوا كلامي وعينوا سامي مدرباً أشاد رئيس نادي الهلال الأسبق الأمير محمد بن فيصل بن سعود بخطوة مجلس إدارة نادي الهلال بإسناد مهمة تدريب الفريق الأول لكرة القدم إلى المدرب سامي الجابر، متوقعاً له النجاح في مهمته وأن يضع بصمته في الفريق كونه رجلاً كُفؤاً لا ينقصه شيء عن بقية المدربين، وقال بالعامية في حواره مع «الشرق» من مقر إقامته في لوس أنجلوس الأمريكية: «قايل لكم من أول سامي ما ينفع مدير، يصلح مدرب»، مشدداً على ضرورة دعم الجابر وعدم استعجال الحكم عليه حتى يحقق النتائج المأمولة، مشيراً إلى أنه متى ما منح أي مدرب الوقت الكافي للعمل فإن النجاح سيكون حليفه، مستشهداً بتجربة نادي الفتح مع المدرب التونسي فتحي الجبال التي وصفها ب «أروع القصص الرياضية». ودحض الأمير محمد بن فيصل اتهامه برفع أسعار اللاعبين، واصفاً صفقة انتقال اللاعب يحيى الشهري إلى نادي النصر ب «صفقة مُبالَغ فيها» وتصب في مصلحة اللاعب فقط، رافضاً مقارنتها بصفقة انتقال اللاعب ياسر القحطاني من نادي القادسية إلى الهلال، مطالباً رؤساء الأندية بعدم دفع مبالغ كبيرة في التعاقد مع اللاعبين، مؤكداً أن اللاعب السعودي لا يستحق أكثر من مليوني ريال سنوياً. خطوة جريئة * ما رأيك في تعيين سامي الجابر مدرباً لفريق الهلال؟ - قبل سنة تقريباً خرجت في لقاء تليفزيوني وقلتها بشكل مباشر وواضح وصريح أنه يجب إبعاد سامي الجابر عن إدارة الكرة في نادي الهلال ومنحه الثقة كاملة في تدريب الفريق الأول؛ لأنه رجل كفء ولا ينقصه شيء عن بقية المدربين، والآن أشكر إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد على تلبية رغبتي والأخذ برأيي، وهذه الخطوة الجريئة التي فيها من المغامرة الشيء الكثير تحسب للإدارة الهلالية التي فتحت المجال أمام أبناء النادي الطموحين بمنحهم الفرصة لخدمة ناديهم؟ مدرب واعد * ولماذا سامي تحديداً دون غيره من قدامى لاعبي الهلال؟ - قلت هذا الرأي بحكم معرفتي وقربي من سامي الجابر الذي كنت أرى فيه المدرب الواعد؛ لأنه يمتلك عقلية ذكية وتعلّم من مدربين بارزين مرُّوا عليه كلاعب أو مدير فريق أو كمساعد مدرب في فريق أوكسير الفرنسي، وسامي مختلف عن البقية؛ لأنه طموح ومثابر ومجتهد، بصراحة هو «إذا حط شيء برأسه يسويه يعني يسويه»، وفعلاً ها هو يحقق ما سعى إليه، وهذا لا يعني أننا نحكم على سامي بشكل متسرع ونربط نجاحه بإحراز البطولات والإنجازات، وينبغي ألا نحكم على تجربته إلا بنهاية فترة عقده أو على أقل تقدير بعد نهاية الموسم، فمسألة نجاحه من عدمه بيد رب العالمين، والمهم أن يترك بصمته على الفريق ليثبت للجميع أن عمله مميز وفي الطريق الصحيح، وهو لا يستطيع أن يكون مدرباً ناجحاً في يوم وليلة، وعلينا جميعاً أن نقف معه في تجربته فالرجل مثابر وطموح ويعتبر المدرب السعودي الوحيد الذي انضم إلى طاقم تدريبي لفريق أوروبي شهير مثل أوكسير الفرنسي. أساس النجاح * ولكن هل تطالب الجماهير التي تعودت على تحقيق الإنجازات والبطولات بالصبر أيضاً؟ - أقول لكل هلالي إذا كنت تريد أن تكسب فريقاً قوياً ومدرِباً رائعاً يجب علينا جميعاً أن نساند المدرب سامي الجابر، وأدرك تماماً أن هناك من سيساندون الجابر ويقفون معه، ولكن أخشى من المتربصين به الذين سيقللون منه ومن تجربته؛ لأن سامي لم يسلم منهم وهو لاعب فكيف سيسلم وهو مدرب؟! أكرر القول علينا جميعا كسعوديين أن ندعم ونساند سامي؛ لأن بنجاحه سيكون مكسباً للكرة السعودية، وسيكون نجاحه دعماً لكل الرياضيين السعوديين، ولماذا لا نصبح مثل غيرنا نصبر على المدرب أربع سنوات أو حتى عشر سنوات؟! ولن أضرب المثل في أوروبا مثل البقية ولن أذهب بعيداً، فما فعلته إدارة نادي الفتح مع المدرب العربي التونسي فتحي الجبال أروع وأجمل الأمثال، إدارة نادي الفتح صبرت على المدرب ووضعت فيه الثقة، ونجح في الصعود بالفريق وحافظ على بقائه في الممتاز أربع سنوات، وبعد مضي ست سنوات مع الفريق حقق معهم بطولة دوري زين السعودي الذي يعتبر من أصعب البطولات في قارة آسيا، وأيضاً كان من الممكن أن يصعد الجبال إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وعموماً المسؤولية في مهمة الجابر يجب أن نتحملها وندعمها جميعاً من مسؤولين وجماهير وخصوصاً الإعلام الذي أتمنى أن يدعم المدربين الطموحين أمثال سامي الجابر وأن يمنح المدربين الشباب الطموحين الثقة والدعم والفرصة كاملة، للمدربين الشباب وخاصة السعوديين، وأشعر أن سامي لديه شيء كبير سيقدمه فهو يملك عقلية فذة لا يستهان بها، لأنه عندما كان لاعباً مع النادي والمنتخب كان المدربون يأخذون برأيه وأذكر في تصفيات كأس العالم 2006م كان المدرب الأرجنتيني جبريال كالديرون يعتبره مساعده الأول ويشاركه في وضع الخطط والتشكيلة المناسبة للمباريات. آراء إعلامية * وماذا عن الإعلام؟ - أتمنى أن يثبت كتاب الرأي والنقاد على ما يقولونه من آراء وأفكار، هم الآن يرددون على مسامعنا كل يوم عبارة «تعلموا من الفتح» وأنا أقول لهم الآن الهلال سيطبق ما فعله الفتح، اثبتوا عند كلامكم ولا تغيروه عند أول هزة في بداية الدوري وتقولون «غيروا المدرب ما يصلح»، فالتونسي فتحي الجبال استمر مع فريق الفتح قرابة السبع سنوات، وأعيد وأكرر اصبروا وادعموا ووجهوا النقد بهدوء وابتعدوا عن التشنج والإساءات، وأقول للأمير عبدالرحمن بن مساعد «قف مع سامي الجابر وسانده طوال الثلاث سنوات من مدة عقده، ومن ثم احكم عليه، ادعم سامي الذي لن يخيِّب ظنك به بإذن الله، لأنه لا يحب إلا النجاح. تجربة الفتح * ركّزت كثيراً على تجربة نادي الفتح.. فما سبب ذلك؟ - ضربت لكم مثالاً في المدرب العربي التونسي فتحي الجبال مع نادي الفتح السعودي؛ لأنه من أروع القصص الرياضية التي عشناها جميعاً، وإذا كنتم تريدون قصصاً مشابهة لها، لن أجد أفضل من قصة للاسكتلندي الشهير الذي اعتزل قبل أيام السير أليكس فيرجسون، فعندما تولى تدريب مانشستر يونايتد كانت السنوات الأولى له مع الفريق سيئة جداً وطالبت الجماهير برحيله، واليوم يضرب به الأمثال وذرفت نفس الجماهير الدموع بعد رحيله. سياسة التفريط * ماذا عن تفريط الهلال بلاعبيه المؤثرين مثل أحمد الفريدي وأسامة هوساوي؟ - رحيلهما لا يعتبر تفريطاً، في النهاية نحن في عصر الاحتراف واللاعبان من حقهما طلب ما يريانه مناسباً لهما وكذلك النادي لديه سقف معين واستراتيجية في تجديد عقود اللاعبين واستقطاب اللاعبين من خارج النادي، والآن أصبحت الأندية تعاني من ارتفاع المبالغ التي يطالب بها اللاعبون، فالأموال الكثيرة أثبتت أنها تقتل الطموح لدى اللاعب السعودي بسرعة، عكس اللاعب الأجنبي الذي تحضره بمبلغ معقول وترتبط معه بفترة زمنية قصيرة تستطيع أن تمددها وفق ما اتفقت عليه في العقد، لذا يكون طموحاً ويبرز بسرعة لكونه يبحث عن الاستقرار والعرض المميز والتطوير وتحسين دخله المعيشي، أما اللاعب السعودي فالأنظمة تقف معه ضد النادي، والمبالغ الباهظة في الوقت الحالي خطأ وهذا واقعنا مع الأسف، ونحن لا نصبر على اللاعبين الأجانب. أسعار اللاعبين * تتكلم عن المطالبات المالية الكبيرة للفريدي وهوساوي وكأنك بريء مما حدث، أنت متهم برفع أسعار اللاعبين السعوديين، في عهد إدارتك لنادي الهلال أحضرت ياسر القحطاني من القادسية بصفقة وصفت آنذاك بالأغلى في تاريخ الكرة السعودية؟ - هذا اتهام جميل جداً وأقول لمن يتهمني أهلاً وسهلاً؛ لأن ما فعلته هو أمر مفيد للكرة السعودية، فأنا عملت الصح وقتها؛ حيث أعطيت النادي الجزء الأكبر من المبلغ، ولو لم أفعل ذلك كيف ستحصل أندية الوسط أو قليلة الموارد المادية على الأموال والدعم؟ وكان هذا جزءاً من منظومة دعم الأندية المتوسطة الدخل أو ذات الدخل المحدود، ونحن قدمنا المبلغ الكبير للقادسية كدعم للنادي الذي استغل الملايين في بناء مشاريع عادت بالفائدة على الإدارة وصرفت جزءاً منها على فرق البراعم والناشئين. صفقة الشهري * على ذكر الأغلى.. قبل أيام انتقل اللاعب يحيى الشهري من الاتفاق إلى النصر بمبلغ فاق الخمسين مليون ريال.. فما تعليقك؟ - هناك فرق كبير بين صفقة ياسر القحطاني ويحيى الشهري، فقد أحضرنا القحطاني من القادسية بمبلغ 23 مليون ريال، كان منها خمسة ملايين للاعب والبقية للنادي، أما النصر فقد أحضر الشهري بمبلغ أغلبه للاعب وليس للنادي، وعندما قدمنا هذه المبلغ للقادسية عاد ذلك بالنفع عليهم وساهم في تقديم أكثر من لاعب للكرة السعودية آخرهم ياسر الشهراني، لقد دفعنا للقادسية ما يقارب 70% من قيمة الصفقة واللاعب حصل على مليون ريال كل سنة، الآن الوضع اختلف اللاعب يحصل على الجزء الأكبر وهذا يتسبب في قتل طموح اللاعب بسرعة، ياسر أخذ مليون ريال عن كل سنة، يحيى حصل على مبلغ سبعة ملايين ريال عن كل سنة، من وجهة نظري اللاعب السعودي لا يستحق أكثر من مليون ونصف المليون ريال إلى مليوني ريال في السنة، وأعتقد أن سبب تأخر مركز المنتخب السعودي في التصنيف الشهري ل «فيفا» هو بسبب ارتفاع سعر اللاعب السعودي، أتحدى أي لاعب أن يبرر لي ما يفعله في المنتخب السعودي من سوء مستويات وخيبة أمل نتائج محبطة، وهل ما يقدمه مع ناديه أو المنتخب يوازي ما يحصل عليه من أموال؟! ما الذي قدموه حتى يحصلوا على المبالغ الكبيرة التي أرى أنها أفسدت اللاعبين وانعكست على أدائهم في الملعب؟! فالمفترض في كل الصفقات المقبلة أن يدفع الجزء الأكبر منها للنادي، المنتخب في مركز ال 108 على مستوى العالم، ولاعبونا أغلى اللاعبين في العالم العربي، أوجه كلمة لرؤساء الأندية السعودية وأقول لهم إذا تحبون الوطن لا تعطوا اللاعب أكثر من مليوني ريال في السنة، يا ليتهم يتبنون هذا الميثاق بينهم؛ لأن المستفيد فقط فيما يحدث اللاعب والنادي والمنتخب هو الضحية، أُذَكِّركم أننا وصلنا إلى كأس العالم أربع مرات وحققنا كأس آسيا ثلاث مرات بلاعبين هواة أو نصف محترفين. عقدة الآسيوية * هناك من يقول إن البطولة الآسيوية أصبحت عقدة لفريق الهلال.. ماذا يحدث من وجهة نظرك؟ - لقد جعلنا -نحن الهلاليين- من الآسيوية عقدة نفسية لنا دون أن نعلم وانجرفنا مع مقولة «الآسيوية صعبة وقوية» كما يرددها بعض المتربصين بالهلال، كرة القدم هي لعبة العجائب والغرائب؛ لأنه ليس الأفضل من يكسب البطولات دائماً، فعلى سبيل المثال برشلونة وريال مدريد «أكلوا» بالأربعات من فرق ألمانية لم تكن مرشحة في البداية للوصول إلى دور ال 16، وريال مدريد حقق هذه البطولة 9 مرات لكنه فشل في تحقيقها خلال السنوات الأخيرة، ومع ذلك كان الأمر عادياً ولم يجعلوا منها عقدة نفسية، فالبطولة دائماً لها بطل واحد، والبطولة أيضاً تحتاج لعمل وتقديم مهرها الغالي باللاعبين المحليين والأجانب المميزين المفيدين والمدرب الكفء مع الحفاظ والثبات على هذه العناصر لأكثر من سنة، فإذا وفرت هذه العناصر ستصنع فريقاً قوياً وستأتي البطولة عاجلاً أم آجلاً، وإذا لم يحقق هذا الفريق البطولة أعرف أن الله لم يكتبها له، وعليك ألا تحزن إذا لم تقدم للبطولة ما سبق ذكره، فهذا يعني أنك لم تعمل شيئاً من أجل البطولة فلماذا الحزن؟! رئاسة الهلال * هل من الممكن أن تعود إلى سدة رئاسة نادي الهلال في حالة تنحي الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن كرسي الرئاسة؟ - الأمير عبدالرحمن بن مساعد ليس من السهل تعويضه، ولن ندعه يرحل من رئاسة نادي الهلال، وأنا شخصياً أدعمه بقوة حتى يقول «خلاص»، وشخصياً لا أفكر بالعودة إلى رئاسة نادي الهلال نظراً لارتباطاتي العملية خارج المملكة. كلمة أخيرة * أخيراً ماذا تقول؟ - أقول ادعموا سامي الجابر وساندوه فنحن في تاريخنا الرياضي على مستوى المنتخب حققنا كأس آسيا والوصول إلى نهائيات كأس العالم بمدربين وطنيين كانوا مغمورين وأصبحوا نجوماً، أوجه كلامي للجمهور والإعلام؛ لأنهم غالباً من يقيم العمل ويستعجل بإطلاق الأحكام، أتمنى التوفيق لسامي في مهمته الجديدة وأتوقع أن يضع بصمته على الفريق ويساهم في تطويره.