عندما دخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية الحرب العالمية الثانية عام 1941، كان الكاتب أرنست همينجوي قد انتقل للعيش في كوبا مع زوجته الثالثة مارتا جيلهورن. هكذا تقول الدراسة التي نشرت الخبر، لكنها لم تتطرق إلى الكيفية التي تم بها استخدام الكاتب لمهمة التجسس. فلم يتضح تماماً، هل الكاتب نفسه هو الذي عرض خدماته لمساعدة المخابرات الأمريكية، أن ذلك تم ذلك بطلب من السفير الأمريكي في هافانا السيد سبرويل برادين. ومهما كانت الدوافع، فإن الكاتب الشهير أرنست همينجوي وحسب ما جاء في مجلة «المخابرات»، وظف بطيب خاطر جزءا كبيرا من وقته وطاقته لمساعدة أجهزة المخابرات السرية. لكن المسؤولين في تلك الأجهزة قللوا من شأن تلك المعلومات التي أدلى بها الكاتب لكلا الطرفين الروسي والأمريكي، واعتبروها معلومات ليست ذات قيمة من الناحية الاستخباراتية. في البداية طُلب منه مراقبة الأشخاص المتعاطفين مع النازيين، وفيما بعد مراقبة الشيوعيين من الكوبيين، غير أن الرجل كان يرغب في أن يفعل أكثر من ذلك، فَعَرضَ على جهاز المخابرات الأمريكية أن يقوم برصد الغواصات الألمانية التي يُحتمل أن تظهر على السواحل الكوبية، مستعيناً بقاربه بيلار، بل كان مستعداً لاستعمال الأسلحة التي زوده بها جهاز المخابرات أيضاً لإغراق تلك الغواصات. لقد استغرقت مهمة الكاتب ما يقرب من العام، لم ينجح خلالها إلا في رصد غواصة واحدة فقط، لم يتمكن حتى من الاقتراب منها بما فيه الكفاية لكي يلحق بها الضرر المنشود. أما علاقته مع جهاز المخابرات الروسية فقد بدأت في عام 1941 قبل سفره إلى الصين بصحبة زوجته مارتا. ووفقاً للبيانات الأرشيفية فقدت جندته المخابرات الروسية تحت اسم «آرغو». بعد أن لفت استعداده للتعاون انتباه رجال المخابرات أثناء تجواله في مدريد لجمع بعض المعلومات لروايته الشهيرة (لمن تقرع الأجراس)، مقابل مُساعدتِهِ للحصول على بعض المواد ولمقابلة بعض الشخصيات المهمة هناك. ورغم كل ذلك الاستعداد الذي أظهره الكاتب مرارا وتكرارا في التعاون لم يكن جهاز المخابرات الروسية راضياً عن أداء همينجوي، ووفقاً للسجلات فقد أطلقوا عليه اسم المخبر الكسيح.