ضمت قائمة الأُدباء المفضلين لدى أرنست همينجوي كُتَّاباً من روسيا وفرنسا وأمريكا أيضاً. شملت القائمة التي وضعها الكاتب أرنست همينجوي لشاب من معجبيه 16كتاباً،احتل فيها فلوبرت وستاندل ودوستوفيسكي محل الصدارة ضمن قائمة الكتّاب المفضلين. في خريف عام 1934، انطلق شاب يبلغ من العمر 22 عاماً يدعى أرنولد سامويلسون إلى مدينة فلوريدا للقاء مثلِهِ الأعلى أرنست همينجوي. إذ كان لقصة «One Trip Across» بالغ الأثر في نفسه مما قاده إلى أن يقطع مسافة 2000 ميل، لكي يطلب المشورة فيما يقرأ. في قرية «Key West» استطاع العثور على منزل همينجوي، وظل يطرق الباب حتى فتح له الكاتب مستاءً. تملكت سامويلسون الرهبة بحيث لم يتمكن من التفوه بكلمة واحدة، ولكنه في النهاية تمالك نفسه وأجاب على سؤال الكاتب متمتماً: « لقد أعجبت بقصتك التي نشرت في مجلة «الدولية» فجئتك إلى هنا لرغبتي الشديدة في الحديث معك. غير أن همينجوي رفض استقباله في ذلك اليوم متحججاً بانشغاله الشديد في هذه اللحظة، ولكنه قبِلَ أن يستضيفه في اليوم التالي بعد الظهر، وقد تم ذلك فعلا. بيت همينجوي في «Key West» أشار سامويلسون إلى أن همينجوي كان متحفظا جداً أثناء اللقاء، ولكنه عندما سأله بماذا ينصحه ككاتب، أظهر تجاوباً ملحوظاً وقال باهتمام، عليك أن تكون قادراً على التوقف عن الكتابة في الوقت المناسب وألا تسهب أكثر من اللازم. يجب على الكاتب ألا يعطي كل ما عنده دفعة واحدة، وعليه أن يدخر شيئاً لليوم التالي حتى وإن كان قادراً على الاسترسال. ولو سارت أمور الكتابة على أحسن ما يرام ووصل الكاتب إلى جزء مثير وكان يعرف بالضبط ما الذي سيحدث فعليه في تلك اللحظة أن يضع القلم ويتوقف لليوم التالي، وألا يدع نفسه يفكر بتلك القصة مطلقاً. ينبغي أن يترك لعقله الباطن القيام بعمله. في اليوم التالي بعد أن يأخذ قسطاً وفيراً من الراحة، عليه إعادة كتابة ما كتبه بالأمس، وعندما يصل الكاتب إلى ذلك الجزء المثير من القصة فعليه الاستمرار من تلكم النقطة حتى يصل إلى جزء مثير آخر ويتوقف، وهكذا دواليك حتى ينتهي من العمل. نصح الكاتب أيضاً سامويلسون أن يتجنب الكتّاب المعاصرين، وأن يؤسس لثقافته من مناهل النصوص الكلاسيكية التي صمدت أمام اختبارات الزمن. وعندما سأله همينجوي عن كتّابه المفضلين خص بالذكر روبرت لويس ستيفنسون وهنري ديفيد ثيورو. وأقرّ الشاب بأنه لم يقرأ رواية الحرب والسلام مبدياً أسفه لذلك عندما سأله عنها، فقال له همينجوي: تلك رواية جيدة لحد اللعنة عليك بقراءتها. بعدها أخذه إلى غرفة عمله، وكتب على ورقة قائمة بأسماء الكتب التي يعتقد بأنه لابد للشاب من قراءتها. شملت القائمة الكتب التالية: (ستيفن كرين – الفندق الأزرق، ستيفن كرين – القارب المفتوح، غوستاف فلوبرت – مدام بوفاري، جيمس جويس – أناس دبلن، ستندال – أحمر وأسود، سومرست موم – عبودية إلى الأبد، ليو تولستوي – آنا كرانينا، ليو تولستوي – الحرب والسلام، توماس مان – بيت بود نبروك، جورج مور – تهليل ووداع، فيودور دوستويفسكي – الإخوة كارامازوف، مجموعة أكسفورد الشعرية، ي.ي. كامينجز – الغرفة الهائلة، إميلي برونتي – الرياح المزمجرة، هدسون – بعيداً ومنذ زمن، هنري جيمس – الأمريكي). قدَّم همينجوي مع تلك القائمة للشاب سامويلسون كتاباً يحتوي على مجموعة من القصص القصيرة لستيفن كرين وأعاره نسخة من روايته وداعاً للسلاح، «لأنه لم يكن يملك إلا تلك النسخة». وعندما أعاد الشاب الرواية في اليوم التالي بادره همينجوي بأسئلة مثيرة للدهشة عن خططه في المستقبل وعرض عليه وظيفة، فقد كان بحاجة إلى شخص يعينه على ترميم سفينته بيلار. عمل سامويلسون لمدة عام كامل عند همينجوي، كتب خلالها انطباعاته وتجربته مع الكاتب. «مع همينجوي». وصدر له كتاب تحت عنوان: «A Year in Key West and Cuba». لم يكن سامويلسون فقط من دوّن تلك المقابلة، بل كتب عن تلك التجربة همينجوي نفسه تحت عنوان: (Monologue to the Maestro: A High Seas Letter). التي صدرت عام 1934 في مجلة: Esquire. أديب ومترجم مجري من أصل عراقي