خالد خلف المطرود ماذا يعني أن تكون المرأة غالباً هي المتهمة في كل قضية تكون طرفاً فيها؟ فضلا عن كون هذا ظلماً صريحا لا يقبله عاقل؟.. هو أمر يخلق المشكلات ويؤزم الأمور التي يمكن ألا تحدث، بل وتقف في بداية نشأتها لو تم التعاطي معها، كما يجب بداية بنزع النظرة القاصرة والاتهامية للمرأة في مجتمعنا. ولم تعد هذه النظرة القاصرة والاتهامية سلوكاً حكراً على الرجال، بل حتى بعض نساء المجتمع يَنظرن لأنفسهن بتلك النظرة!. طالبة في مواقع التواصل الاجتماعي تسرد قصتها والألم الذي تشعر به جراء ازدراء أهلها لها، بعد أن أخبرتهم بما تعرضت له حينما اضطرت للعودة من المدرسة إلى منزلها سيراً على الأقدام، حيث أخبرتهم أنها قد تعرضت إلى تحرش ومضايقات على يد زمرة من الشباب الطائش في أيام الامتحانات النهائية. وحينما لجأت هذه الفتاة إلى والدتها وأخبرتها بالقصة.. وبختها وكأنها هي من دعت أولئك الذئاب البشرية إلى التحرش بها ومضايقتها، وكذلك حينما علم والدها بالأمر أيضاً اتخذ ذات الموقف الذي اتخذته زوجته بدلاً عن احتضان الفتاة، والوقوف معها، وبث الطمأنينة في نفسها، وتخليصها من هذه الصدمة النفسية التي تشعر بها بعد عملية مخيفة ومرهبة. أخبروني كيف للفتاة أن تتصرف في وضع كهذا؟ وبأي مزاج سيكون حالها؟ حيث إنها لم تجد من أهلها أي تعاون وأي تفهم لموقفها، بل وجدت الازدراء وتحميلها الذنب! وكل ذلك لا يعود إلا للنظرة القاصرة والاتهامية التي ترى أن المرأة دوماً هي مصدر الخطأ. وهل في ظنكم أن هذه الفتاة شعرت بثقة أهلها، وأنها سوف تخبرهم فيما بعد لو حصلت لها حادثة تحرش جديدة؟ بالتأكيد لا! هي لا تريد أن تفقد أشياء عديدة، من ضمنها الاعتبار والاحترام والامتيازات الأخرى، ومنها الخروج إلى الجامعة والسوق وغيره، التي بالتأكيد سوف تحرم منها.. بلا أي ذنب! ولا يجبر الفتاة على التصرف بهذه الطريقة والصمت على ما تتعرض له من مضايقات إلا أهلها، فاقدو الثقة بها وغير المتعاونين معها الذين أشبعوها رمقاً بتلك النظرة!. ولو أن فتاة تعرضت لتحرش على يد سائقها الخاص، ولا تريد أن تخبر أهلها بما تتعرض له خشية أن يحدث لها كما حصل مع الفتاة التي ذكرنا أعلاه، فما الذي سيؤول إليه الأمر بعد فترة من الزمن كثرت فيها التحرشات.. حينما يجد السائق نفسه دون رادع؟! أعان الله الفتاة التي لا تجد من يحميها، وتقع بين نارين وخيارين أحلاهما مُرّ!