بدأ بث برنامج المواهب “عرب آيدول” منذ فترة وجيزة على قناة إم بي سي الأولى، بعد حملة إعلانات ضخمة عبر الإنترنت والقنوات الفضائية التابعة للمجموعة، ولذلك توقعنا أن البرنامج سيشابه إلى حد ما برنامج “المواهب العربية” الذي انتهى جزؤه الأول العام الماضي، لتأتي المفاجأة بعد بثه، فهو مختلف جذرياً. يقدم البرنامج الكويتي عبدالله الطليحي، أما لجنة التحكيم فتتكون من راغب علامة، وأحلام، وحسن الشافعي. وقدم راغب في البرنامج أساليب عدة في التعامل مع المتقدمين، وغالباً ما يكون الداعم والحليم، ولكن أيضاً يهاجم ببرود، وعنصرية أحياناً، مؤكداً ما أشيع عنه في السابق أكثر من مرة، أما أحلام فكانت القلب العطوف، ولم تكن اختياراتها دقيقة تماماً، كونها لا تستطيع رؤية الحزن والدموع في عيون المتقدمين، لكنها ثابتة قوية الرأي. وفيما يخص المتقدمين من الخليج خصوصاً، وهذا ما لفت كثيراً من المتابعين، منهم الملحن المصري حسن الشافعي، الذي يظهر لأول مرة للجمهور عبر برنامج جماهيري بهذا الحجم، والذي كان حكماً غريباً في تصرفاته، فهو يتعامل بهدوء ويقرر بثبات، ولكنه سريع الغضب، ولا يجامل، وعفويته أكثر ما لفت متابعي البرنامج، فقد قال خلال إحدى التجارب وبعفوية تامة “يخرب بيتك”، وفي أخرى “ما تتوقعش إن كلامك ودموعك حيعدوك”. وكان المتوقع من لجنة التحكيم أفضل من هذا، سواء كان من الجمهور، أو من الإعلام المهتم، فمنذ عرض الحلقة الأولى عرضت مقاطع مضحكة ومحبطة في الوقت ذاته لبعض الهواة الذين أقدموا على المشاركة، وهذا ما قد يكون مضاداً للمبدأ الرئيس، فكيف تكون داعماً، وفي الوقت نفسه محبِطاً، فاتخاذ القرارات المناسبة مطلوبة، ولكن هذا لا يعني أن نتخلى عن إنسانيتنا، فمثلاً كان سبب مشاركة أحد المتقدمين مختلفاً تماماً عن غيره من المتقدمين، وكان راغب علامة حلمه والصوت الذي يعشقه، وأتى ليراه فقط، واعترف بذلك، ولكن تعامل اللجنة لم يكن جيداً فضحكات اللجنة تعالت، وكان الأمر بالفعل صعباً عليه، فسياسة البرنامج لم تكن واضحة من البداية، والأهداف تاهت بين الدعم والإحباط، والحقيقة أن عدداً من الأصوات الرائعة التي نالت نصيبها من متابعة الجمهور عبر صفحات الإنترنت، خصوصاً موقع اليوتيوب، ومن هؤلاء المتسابقة المصرية كارمن عصام، التي لم تتعدَّ عمر الخامسة عشرة، لكنها قدمت مع عمها العازف أروع أداء لأغنية الراحل طلال مداح “مقادير”، وهذا ما كتبه أكثر من 140 معلقاً على موقع “اليوتيوب”. كما أن مشاهدات الفيديو وصلت إلى مليون ونصف المليون مشاهدة خلال أسبوعين تقريباً، وكارمن بعد مشاركتها في البرنامج انتشرت لها لقاءات صحفية عدة، وكانت حصلت على جائزة مهرجان الموسيقى العربية في مصر، واستطاعت أن تظل على الرتم الطربي، ولم تتغير حتى في التصفيات، هذا ما لم يتقيد به البعض، واللافت للنظر أن برنامجاً مثل هذا داعم للمواهب وتكون لجنة تحكيمه موجهة، وملقنة، ومتذوقة، لا من أجل الحكم فقط، فقد تقدم مواهب عدة، منها الرائع، ومنها العادي، ومنها السيئ، لكن هنالك نجوماً ظهرت من خلال هذا البرنامج، ومن خلال قناة إم بي سي للمرة الثالثة على التوالي. يذكر أن إم بي سي تبنت هذه النوعية من البرامج منذ السنة الأولى لتأسيس شركه “بلاتنيوم ريكورد”، التي تعني وبشكل مباشر بصناعة المواهب لا تبنيها، ولذلك يضمن الفائزون في هذه البرامج مستقبلهم الفني. من جانب آخر، وعلى شبكات المواقع الاجتماعية، بات النقاش قائماً بين الجماهير حول البرنامج ونوعية الأغاني والأصوات المشاركة، فبعض الأصوات رائعة، ولكنها لم تقدم فناً، إنما إسفاف مرفوض من المجتمع بشكل عام، ومن المفترض أن يكون دور اللجنة توعوياً بالنسبة للمتقدمين، من أجل تقديم فن حقيقي بعد الأغاني الهابطة.