يبدأ الليلة عرض برنامج «أراب آيدول» على شاشة ال «أم بي سي1» وعلى شاشة ال «أل بي سي» الأرضية. وهو النسخة العربية لبرنامج «أميركان آيدول» الذي سبق أن قدّمته محطة «المستقبل» اللبنانية وسمّته يومها «سوبر ستار» وفيه برز يومها أكثر من فنان وفنانة لاقوا نجاحاً وحققوا نجومية. هذا البرنامج الذي يسمح لأي شخص بالتقدّم لتجربة الأداء يختار من بين آلاف المشاركين أجمل الأصوات كي يفتح أمامهم فرصة النجومية، فيبدأ بجوّ فيه بعض الفكاهة في الحلقات الأولى قبل أن يصل في النهاية إلى مرحلة الجدية حيث يصبح تصويت الجمهور هو الحكم. في حديث خاص إلى «الحياة» نفى المعنيون في محطة «أم بي سي» أن يكون ما حصل في العالم العربي من حوادث قد أثّر سلباً في تقدّم الناس للمشاركة في البرنامج أو أدى إلى عدم اشتراك مواهب من بعض البلدان، «فقد أتت أعداد هائلة من المواهب من جميع أنحاء العالم العربي وبخاصّة من مصر وتونس». واللافت أنّ ال «أم بي سي»، وللمرة الأولى في برامج التلفزيونات العربية، قامت بتجربة أداء في لندن لإعطاء فرص للمواهب العربية في أوروبا. لجنة الحكم في البرنامج تتألّف من «السوبر ستار» راغب علامة والفنانة أحلام والموزّع الموسيقي حسن الشافعي، ويبدو أننا سنراهم في البرنامج بصورة مغايرة عن تلك التي يظهرون فيها عادة في المقابلات أو في الحفلات. الموقف الأصعب عند أعضاء اللجنة كان اختيار المواهب من بين آلاف الأصوات الرائعة، وكانوا يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه اختيار موهبة ستمثل العالم العربي في المستقبل، «مع العلم أنّه في بعض الأحيان شكّل السفر المستمر والحجوزات مهمة صعبة». لجنة التحكيم لم تساير ولم تتعامل مع مسؤوليتها في شكلٍ عاطفي، ويمكن أن يشعر المشاهدون أنّ الأعضاء كانوا قساةً أحياناً. كل واحد كان قاسياً بأسلوبه الخاص وهذا من شأنه أن يؤكّد مصداقية البرنامج، فالتنوع والاختلاف في الآراء أمر طبيعي وبديهي». النقاش بين الأعضاء كان فعّالاً ومفيداً، كما يؤكد مسؤولو البرنامج. فأحياناً كانوا «يُجمِعون على رأي واحد وأحياناً أخرى كانوا يختلفون في وجهات النظر، ولكنّهم كانوا دائماً يصلون إلى حلّ». حين نطلب من المعنيين في المحطة أن يصفوا كل واحد من لجنة الحكم بجملة واحدة يقولون: «راغب علامة هو دائماً على الوقت، محترف ومحترم جداً؛ أحلام عفوية، قوية الشخصية، وتعمل بجد؛ حسن الشافعي هو الدم الشبابي الجديد ويؤدي دوره في شكل تام». لا مهرب من المقارنة إلى أي درجة يمكن المشاهدين أن يربطوا بين «أراب آيدول» و «سوبر ستار»؟ يبدو أنّ لا مهرب من هذا الأمر لأنّ البرنامجين ينطلقان من قاعدة واحدة هي برنامج «أميركان آيدول». لكنّ محطة ال «أم بي سي» أضافت العديد من التفاصيل لخلق هوية خاصّة بها، ولا شكّ في أنّ القوة الإنتاجية ستلعب دورها في هذه المسألة لتحسم الأمر، بخاصّة من خلال تنوّع الجنسيات عند أعضاء لجنة التحكيم أو عند المشتركين في البرنامج. تبقى الإشارة إلى استغراب البعض في أن تعرض شاشة ال «أل بي سي» هذا البرنامج على شاشتها بخاصّة أنّه حين ظهر على شاشة «المستقبل» منذ أعوام كان المنافس الشرس لبرنامج «ستار أكاديمي» الذي ما زالت المحطة تحضّر لمواسم جديدة منه. واللافت هو أنّه تمّ تأجيل الموسم التاسع من «ستار أكاديمي» كي تتمكّن هذه المحطة من عرض «أراب آيدول» على شاشتها، وهذا ما دفع كثيرين إلى التساؤل إن كانت ال «أل بي سي» بدأت تلاحظ تراجع اهتمام المشاهدين ببرنامج الهواة الذي تبنّته منذ أعوام، أم إنّها ترغب في التنويع بين برامج من الفئة نفسها حتى لو كانت تتنافس في السابق، أم هي تريد الاستفادة من جهود ال «أم بي سي» فتقطف ثماراً كثيرة بمجهود قليل!؟ مهما يكن من أمر لا بد من الاعتراف بأنّ قرار ال «أل بي سي» عرض برنامج «أراب آيدول» ونجاحها في بثّه تزامناً مع وقت بثّه على ال «أم بي سي1» هو قرار ذكي ومدروس في شكلٍ محترف ومن شأنه أن يدعمها في المنافسة القوية التي تخوضها مع محطات لبنانية أخرى. «أراب آيدول» يبدأ الليلة بعد حملة إعلانية كبيرة كان شعارها «الكل يغنّي» وبعدما عرضت القنوات التابعة لل «أم بي سي» عدّاً تنازلياً في إحدى زوايا الشاشة يحدد الأيام المتبقية لانطلاق البرنامج، ومن المتوقّع أن يحظى البرنامج باهتمام كبير وبإجماعٍ على ضخامته، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل سيبقى هذا الإجماع من الجمهور على النتيجة النهائية؟ وهل سيخبّئ لنا البرنامج مفاجآت غير متوقّعة غالباً ما تظهر في ردود أفعال الناس عند إعلان الرابح؟