في تفكير كل أنثى في مجتمعاتنا العربية حلم يعتمل مع الوقت، يبرع في تزويق الحياة الزوجية لها حتى تكاد لا ترى سعادة غير تلك التي تأتي مع عريس الغفلة.. تتقازم كل الأفراح في عينيها أمام فرحة الارتباط بشريك الحياة القادم، .. فهو منبع الحنان الذي لا ينضب والوديع لسرها وهمها، كما قيل لها..تنتقل من بيت أهلها فوق جسر من الفرح حاملة أطناناً من الأحلام والخيالات التي رافقتها تتقافز أمام ناظريها.. تتخيل شكل الحياة الرومانسية الغامرة التي تنتظرها..والسعادة الملتهبة التي لن تنطفئ أبداً.. ما هي إلا أشهر قليلة أو ربما أيام معدودة بعد الزواج، حتى يبدأ العرض الحقيقي للفيلم الأصلي.. فتكتشف تلك الزوجة المخدوعة أن تلك الأحلام التي عايشتها مسبقاً لم تكن إلا عرض مثير منمَّق لفيلم الحياة الزوجية المر.. فبطلها الرائع الذي تمنته لم يعد يرى في مجالستها أمراً يستحق العناء والاهتمام.. والحبيب الراقي الذي انتظرته بات لا يرى في كلمات الحُب لها إلا صبيانية جوفاء، والشريك الحنون الذي ائتمنته على حياتها لم يعد يحفل برأيها أو يراه ذا قيمة يستنير به..تتبدى تلك الحقائق دفعة واحدة كالرصاصة التي تنطلق بقوة و بلا توقف، لتصيب مشاعرها وثقتها بالصميم.. فالصديق لم يعد موجوداً حتى في أحلامها، والحبيب انتهت صلاحيته مع أول بارقة حُب خارج أسوار بيته، والشريك أصبح العدو الذي تآمر على إحساسها بالسعادة فحوَّلها امرأة مهجورة تعيسة في عقر دارها. إنها الحقيقة التي تعيشها معظم السيدات في مجتمعنا مع الأسف، ولا يراها غالبية الرجال.. فبفضل أولئك الأزواج الرائعين كما ظننا بهم أصبح نساء هذا العصر زوجات مع وقف التنفيذ في حياة أزواجهن.