البنون والبنات متعة من متع الحياة. وعلى رغم أن لكل مولود فرحة لا تضاهى، قد تسلب ظروف اجتماعية ونفسية معينة الأمهات فرحتهن. نورة، منفصلة عن زوجها ولديها ابن، تقول إن التغيرات الاجتماعية التي تطرأ على المجتمع تنسحب على نواح مختلفة من الحياة، «وقد فقدت آلية تكوين الأسرة لدينا توازنها، فأحد الزوجين لا يتحمل أو لم يعد يريد أن يتحمّل هذه المسؤولية». وتروي نورة عن فرحتها المسلوبة عندما علمت بحملها: «سرّت عائلتي وعائلة زوجي بنبأ حملي، إلا أن زوجي اللامسؤول سلب مني الفرحة، خصوصاً أن مصيري ومصير من في جوفي، مجهولان تماماً، في ظل التوتر الأسري الذي نعيشه». وترى فاطمة، الأم لثلاثة أبناء، أن الفرحة بالمولود الأول تختلف من امرأة إلى أخرى بسبب اختلاف العمر، «فبعضهن لا يهتم بمدى نجاح أو فشل حياته الزوجية، في حين أن أخريات مستعدات للتنازل عن كل شيء من أجل الطفل»، مشيرة إلى وجود عينة من النساء اللاتي يفضلن ألا يحملن في مراحل معينة من حياتهن. وتقول عن تجربتها: «لحظة معرفتي بأني حامل لن أنساها أبداً، شعرت بسعادة شديدة وغير موصوفة، وانتظرت ابني بفارغ الصبر، ما جعلني أتنازل عن أشياء كثيرة من أجله، إضافة إلى الاستعدادات التي قمت بها، وهو في الشهور الأولى بعد». وتؤكد أم محمد، ولديها خمسة أطفال، أن حملها الأول كان بمثابة «فيتامين الحياة الزوجية»، إذ استطاعت من خلاله أن تعيد زوجها إليها وتزيل الكدر الذي شاب صفو حياتهما الزوجية، بعدما قرر أن يتزوج من امرأة أخرى، لأنه أجبر على الزواج منها. وتقول: «عندما علمت بخبر حملي وأخبرته، تغير تماماً وأصبح لا يغادر المنزل كثيراً، وأصبحت علاقتنا رائعة». وتفسر ريم المشاعر التي تختلط على المرأة في اول حمل لها، فتقول: «الشعور بقدوم أول مولود للأم هو مزيج من مشاعر مختلطة ومتضاربة في جمالها ومقدار ألمها، فلا يمكن فصل هذا الشعور عن تجربة الولادة الأولى، التي أعتبرها أبسط تجربة في الشعور الذي يسبق خوضها. ولكنها في الحقيقة من أصعب تجارب الأم الحديثة العهد، لناحية الإرباك الذي يرافقها والخوف من «المجهول» والآلام وزوالها مع خروج الجنين. وهذه معجزة!». وبعيداً من العلاقة الزوجية المباشرة والتأثير المصاحب للحمل والولادة عليها، تقول ريم: «أن أحمل في لحظات من كان يسكن داخلي تسعة أشهر، شعور لا يخلو من الهيبة، وتصحبه سعادة غامرة وخوف وقلق ولهفة... ومن الرغبة في أن تمرّ الأيام سريعاً لأراه ينمو ويشاغب ويضحك». وتضيف: «كنت أغمض عيني وأحلم بأنه يكبر». وخططت أسماء بعد زواجها لمنافسة والدتها التي أنجبت 11 ابناً، إلا أن حالاً من الخوف انتابتها عندما علمت بحملها الأول، رافقها شعور بالصدمة والقلق. وانتابتها أيضاً لذة وإحساس بالأمومة، وشوق لمعرفة جنس جنينها، وقناعة بأن ما يأتي هو مصدر سعادة لها ولزوجها، خصوصاً أنه يمشي على جسر يصل الحلم بالحقيقة مدته 9 أشهر.