حكمت المحكمة الجزائية في الخبر على كل من السيدتين السعوديتين (و. ا)، و(ف. ا) بالسجن عشرة أشهر، والمنع من السفر لمدة عامين بعد انتهاء مدة محكوميتهما، بتهمة تخبيب سيدة كندية، ومحاولة تهريبها وبناتها لإبعادها عن زوجها إلى خارج الأراضي السعودية. نتالي مورن وعقدت المحكمة أمس جلستين متتاليتين في القضية، فاعترضت (ف.ا) في الجلسة الأولى على القضية بقولها إن القضية كيدية، وتفتقد لشروط الدعوى، حيث إن أساس القضية حسم قبل عام، وبحكم قطعي، فكيف تثار مرة أخرى، كما أن القضية يوجد فيها طرف ثالث، وهي السيدة الكندية وبناتها، اللواتي لم يحضرن في الجلسة للتثبت من صحة التهمة المقدمة، وهذا الأمر يعني عدم اكتمال أركان القضية، كما أن المدعي لم يقدم قرينة ذات قيمة معتبرة تؤكد قدرة سيدتين سعوديتين على اختطاف أربعة أشخاص من الدمام إلى السفارة الكندية في الرياض، ما أدى إلى رفع الجلسة لمدة نصف ساعة والنطق بالحكم القاضي بسجن كل من السيدتين لمدة عشرة أشهر، والمنع من السفر لعامين، لما ثبت لدى المحكمة من محاولتهما تخبيب السيدة الكندية، وأقر قاضي المحكمة أنه لم يثبت لديه تهمة محاولة التهريب، أو الاختطاف للسيدة الكندية، كما لم يثبت لديه ما قاله المدعي العام من عدم تجاوبهما أثناء التحقيق. وفي السياق ذاته، أوضحت المحكمة أن مدة السجن عشرة أشهر تعود تفاصيلها إلى السجن خمسة أشهر ك«حق عام» وخمسة أشهر «حقاً خاصاً»، والمنع من السفر وفقاً للحق العام، إلا أن الحكم يعد ابتدائياً، واعترض عليه كل من المدعي العام والسيدتين، ورفعت القضية إلى الاستئناف. وكان قد سبق أخذ تعهدات على السيدتين بعدم تكرار الفعل، وترك علاج المشكلة للجهات الرسمية، وتقرر على إثر ذلك تحويل القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، إلا أن المواطن قام برفعها مباشرة إلى محكمة الخبر بعد عام من صدور الحكم. وأوضح زوج الكندية «نتالي مورن» ل «الشرق»، المواطن سعيد الشهراني، أنه قدم البينات التي تثبت محاولة السيدتين التخبيب بزوجته، التي كان من ضمنها رسائل نصية، وبريد إلكتروني، وكتب، الأمر الذي يعد محاولة لانتهاك خصوصيته وخصوصية عائلته، كما أنه تقدم باتهام ضد السيدتين أوضح فيه أنهما قامتا بتهريب زوجته وبناته، إلا أنه لم يقدم البينة اللازمة ما أدى إلى عدم الأخذ بهذا الادعاء. وتعود تفاصيل القضية إلى محاولة السيدتين مساعدة السيدة الكندية استجابة لاستغاثتها بهما لتقديم العون الممكن من الغذاء، والاهتمام بحالتها النفسية، حيث أنها تلقت اتصالات عبر الإيميل من والدتها تناشد خلالها مساعدة ابنتها حقوقياً ومالياً لتلبية احتياجاتها الغذائية، فقامت السيدتان بالاهتمام بالموضوع، كما ناقشتا القضية مع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان. وكانت الجهات الأمنية ألقت القبض على السيدتين بتهمة محاولة اختطاف وتهريب سيدة كندية تدعى «نتالي مورن» زوجة المواطن سعيد الشهراني برفقة أبنائها من أمام منزلهم، بعد أن قام الزوج بإبلاغ الشرطة بمحاولة لاختطاف وتهريب زوجته وأبنائه بناء على رسائل نصية وردت إلى هاتف زوجته تفيد بوجود محاولة لنقلهم وتسليمهم إلى السفارة الكندية. وكانت قضية المواطن الشهراني أثيرت في الإعلام الكندي قبل أعوام، بعد أن قامت والدة زوجته الكندية بشن حملة في وسائل الإعلام الكندية ضده مطالبة بإعادة ابنتها وطفليها إلى كندا إثر العنف الأسري الذي تعرضوا له حسب قولها. بينما أكدت الزوجة «نتالي مورن» في لقاءات إعلامية سابقة أن والدتها عرضت عليها تهريبها هي وأطفالها من السعودية إلى كندا بعد أن أبلغتها أنها نسقت مع أحد المحامين وأحد الأجهزة الكندية.