على الرغم من الميزانيات الهائلة لبلدية محافظة الليث، إلا أنها عاجزة عن إقامة سور لمقبرة قرية الوطيات التابعة لمركز غميقة، التي يقطنها أكثر من ثلاثة آلاف مواطن. أهالي القرية سبق أن تقدموا قبل ستة أشهر بخطاب رسمي لبلدية الليث يطالبون فيه بتسوير المقبرة حفاظاً على كرامة الموتى، إلا أن البلدية لم تعط لخطاب الأهالي أي اعتبار حسبما ذكروا، كما قدم الأهالي خطابا مماثلا لرئيس بلدية غميقة قبل سنة، إلا أن المطالب أيضاً ذهبت أدراج الرياح. وطالب المواطن سعيد الرحماني، وزير البلدية سمو الأمير منصور بن متعب بإنهاء معاناة الأهالي، حيث ذكر أن سكان القرية دفنوا الأسبوع الحالي اثنين من أهل القرية، وفوجئوا في اليوم الثاني بالإبل والأغنام تمر على هذه القبور في منظر مؤسف ومحزن لا يرضي المسؤولين في بلد تعودنا منه المحافظة على كرامة الإنسان. في حين أكد المواطن عبدالعزيز عبدالله الرحماني أن بلدية غميقة تماطل أهالي القرية بتقديم وعود لا أساس لها من الصحة، بإدراج مشروع تسوير المقبرة منذ سنتين، إلا أنهم في كل مرة يجدون أن المشروع غير مدرج في ميزانية العام. أما محمد عبدالله فقد تأسف على الوضع قائلا: لا أعلم ماهو السبب في عدم تسوير المقبرة، مع أن مقابر القرى المجاورة مسورة، متسائلاً كيف يتأخر كل هذه المدة، مشروع ميزانيته بسيطة، وأجره عظيم عند الله، داعياً في الوقت نفسه فاعلي الخير للمساهمة في تسوير المقبرة، بعد أن فقد أهل القرية الأمل في تسويرها من قبل بلدية الليث. من جانبه علَّق رئيس بلدية غميقة المهندس محمد القحطاني على شكوى الأهالي وقال ل «الشرق» إن بلدية غميقة حديثة التأسيس، ولم يمض على تأسيسها سوى عامين، موضحاً أن البلدية تسلمت أول ميزانية لها منذ عامين قبل أربعة أشهر، وبعد تسلم الميزانية تم الرفع المساحي والدراسات الهندسية من قبل الاستشاري الهندسي لعشر مقابر من ضمنها مقبرة الوطيات، ورفعها لأمانة جدة في مناقصة مطروحة، والمشروع الآن تحت الترسية، وسيتم البدء في تنفيذ التسوير للمقابر العشر في حال ترسية المشروع من قبل الشركة المتسلمة للمناقصة.