نجحت امرأة منتقبة في الالتحاق بالأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة لتكون أول امرأة منتقبة في التاريخ السياسي المغربي تتبوَّأ مثل هذا المنصب، في خطوة ربما تفتح الباب أمام نساء منتقبات لركوب قطار التجربة السياسية والترشُّح للانتخابات ودخول قبة البرلمان. وتمكّنت نعيمة ظاهر التي تنتمي إلى «دور القرآن» بمدينة مراكش من حجز مقعد لها في المجلس الوطني لحزب النهضة والفضيلة ذي المرجعية الإسلامية، الذي وجه ضربة موجعة لحزب العدالة والتنمية بعد تمكُّنه من استقطاب أبرز وجوه السلفية الجهادية إلى مجلسه الوطني، في خطوة تُوحي بأن الميزان قد يميل إلى الحزب المنشق عن تيار بن كيران رئيس الحكومة الحالية . ففي الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد أن شيوخ السلفية الجهادية سيتكتلون في حزب سياسي جديد، تمكن حزب النهضة والفضيلة المنشق عن العدالة والتنمية من خلط الأوراق، وسحب البساط من تحت أقدام حزب العدالة والتنمية، بنجاحه في استقطاب الشيخ محمد الرفيقي المعروف اختصارا ب «أبو حفص» إلى جوار عدد من الوجوه السلفية التي كان بعضها مُلاحَقا بقانون الإرهاب . وقال خمسة من السلفييين الملتحقين بالنهضة والفضيلة في بيان حصلت «الشرق» على نسخة منه «إن إيمانهم بمبدأ المدافعة وضرورة المزاحمة، وعدم سلك سياسة المقعد الفارغ، وراء التحاقهم بالحزب الذي يتزعمه محمد خالدي. واعتبر الأعضاء الجدد، وهم هشام التمسماني جاد، جلال المودن، نعيمة ظاهر، حسن العسري، محمد عبد الوهاب رفيقي، أن الانخراط في العمل السياسي، جاء «لما شهدته الساحة العربية عموما والمغربية خصوصا من تحولات عميقة أسفرت عن تغيرات جذرية على مستوى الوعي المجتمعي ورغبته في الانعتاق والتحرر»، وكذا الرغبة «منا في الدفاع عن قضايانا الأولوية، و مطالبنا العادلة، من خلال منبر فعال ومؤثر،وسعيا منا لدعم التجربة الإسلامية، و تنويع أشكالها وتجلياتها». وتبرأ سلفيو النهضة والفضيلة من مواقف الحزب السياسية السابقة بالقول «إننا لا نتحمل أي مسؤولية بخصوص مواقف الحزب السابقة واختياراته، إن مسؤوليتنا المعنوية والتاريخية تبدأ من يوم إعلان انضمامنا للحزب»، مضيفين «أن قبولنا بالمشاركة لن يغير شيئا من مواقفنا ولا اختياراتنا، ولا في مساندتنا لكل قضايا الحق والعدل، والدفاع عن كل المظلومين والمستضعفين، بل هذا الاختيار ليس إلا وسيلة وبابا للدفاع عن هذه المبادئ». و جدد الموقّعون على البيان، التأكيد «أنه لن نكون ولن نقبل أبدا أن نُستخدم ضد أي أحد، إسلاميا كان أو غيره، و لسنا من السذاجة ولا قلة الوعي حتى لا ندرك كثيرا من الحسابات السياسية، والاستخدامات المريبة، ونحرص كل الحرص على تقوية علاقاتنا بكل فصائل المجتمع، وعلى رأسها الحركة الإسلامية و القوى الوطنية»، مشيرين «أننا سنسعى كل السعي للمحافظة على الثوابت والمقدسات الإسلامية، وعلى رأسها الدعوة إلى إقامة الشريعة وترسيخ الحريات والعدل ما استطعنا إلى ذلك سبيلا»