كنت مع مجموعة من الأصدقاء ذات صباح نرتشف القهوة في بهو فندق الفيصلية في الرياض، وأغلبهم من الزملاء الصحفيين والإعلاميين وممن لهم قلم الحراك الثقافي، وبعد انتهائنا من أحاديث الجدل والنقاش (والتريقة) نهضنا للذهاب كل إلى مبتغاه وأعماله، وأثناء سيرنا في أحد ممرات المول الكبير وفي الطريق لتوديع بعضنا على أمل أن نلتقي مرة أخرى، شاهدنا منظراً لفتيات سعوديات في محلات بيع الملابس النسائية، طبعاً هنا توقفت لأتاكد من المشهد خصوصاً أنه في اليوم الأول لتطبيق قرار تأنيث بيع الملابس النسائية! صرخ صديقي الصحفي كالملسوع بجواري وهو يشير بإصبعه: انظر ما أجملهن وهّن أنيقات وما أجمل ذلك المنظر الرائع! هرع بسرعة البرق وذهب إليهن حاملاً كاميرته وجهاز التسجيل الصغير ليعد تحقيقاً صحفياً حول تأنيث المحلات، ويستطلع آراء العاملات وهنّ منهمكات في أداء أعمالهن والمحل مزدحم بالنساء يتبضعن بحرية كاملة، وبعض أزواجهن ينتظر خارج المحل والابتسامة على محياهم. لمحت تلك النظرة من ذلك الشاب المتزوج حديثاً وهو يبتسم ويقول: الآن أقدر أترك زوجتي داخل المحل وأنا مطمئن! دون تطفل من أحد البائعين القدامى وطريقة عرضهم وتسويقهم لمبيعاتهم المخجلة التي تستدعي تدخلي بحنق وغضب! مع أنني سابقاً أخجل وأتعرق وأنا ممسك بيد زوجتي نجوب أروقة المحلات بطبيعتي ال(الحياوية) وخصوصاً أن مجتمعنا السعودي محافظ وله خصوصيته المطلقة، التي لا تسمح بتدخل إحدى العادات من الخارج التي تعوّد عليها نوع كهذا من البائعين وهو يشير لي بإصبعه، انظر لهؤلاء الرجال الواقفين جميعهم مبتهجون وبقرارة أنفسهم يقولون عن قرار تأنيث المحلات النسائية (بيلبئلك كتير وشو مهضوم إعليكّي)! رباعيات: شمس وصباحٍ عذب وإشراق عصفور والطالبات الزاهيات الملابس ما هنّ بنات ألا أنيقات وزهور الصبح ما أجمل بنات المدارس