يقطن أهالي حي “الزهرة” التابع لبلدية منطقة “العريجاء” جنوب غرب مدينة الرياض في حالة لا يحسدون عليها، حيث تتطل منازل سكان الحي والأحياء المجاورة على وادٍ كبير وعميق، يمتد إلى أكثر من سبعة كيلو مترات، أصبح مكباً للنفايات وتجمعاً للقمامات وإطارات المركبات، كما استخدم أيضاً مكباً للصرف الصحي للأحياء المجاورة، وملجأ حميماً للكلاب الضالة، التي يزعج نباحها السكان صباح مساء. وأبدى أهالي الحي استياءهم الشديد لعدم لجوء أمانة منطقة الرياض لحلول جذرية لعلاج هذه المشكلة، من خلال إنشاء مشروع للصرف الصحي للتخلص من مشكلة الصرف الصحي، بالإضافة إلى التخلص من الوادي ومخلفاته عن طريق دفنه، الأمر الذي أزعج أهالي حي “الزهرة” منذ زمن، حيث لم يجدوا أي تفاعل أو اهتمام من قبل بلدية “العريجاء”. ويقول خالد المنصور صاحب مكتب عقاري في الحي “إن أسعار الأراضي في الحي انخفضت عما يقارب 30%، بسبب تدهور الأوضاع والخدمات في الحي سنة بعد سنة، فقد بات الوادي مصباً لمجاري جميع البيوت في المنطقة، مما أدى لانبعاث الروائح الكريهة، والحل أن تعمل الأمانة على توفير صرف صحي بمواسير، يتم دفنها تحت الوادي”. وأشار بندر السبيعي (صاحب مكتب عقاري) إلى أن نسبة مبيعات الأراضي حول منطقة الوادي انخفضت وتدنت جداً، بسبب وجود الوادي ومخلفاته غير الصحية، مما أدى إلى نزوح بعض من السكان إلى مناطق أخرى بعيدة عن الوادي؛ الذي تنبعث منه كثير من روائح المخلفات وروائح الصرف الصحي. وقال المواطن أحمد العمران (من سكان حي الزهراء) “إن الوادي هو حل استخدمته الأمانة للتخلص من أزمة مياه الأمطار والسيول، حيث تصب فيه المياه عند نزول الأمطار، وهو حل غير صحيح وينبغي العمل على أن يكون هناك مواسير للصرف الصحي للتخلص من الحشرات والأوبئة من هذا الوادي”. وأكد فيصل المسعري هجوم الحشرات والثعابين على منزله قائلاً “في الآونة الأخيرة تخلصت من أربعة ثعابين كبيرة داهمت منزلي، وأتساءل لماذا لا تقوم أمانة منطقة الرياض، وبلدية “العريجاء” بالعمل على حل هذه المشكلة، سواء بدفن الوادي تماماً مع تنفيذ مشروع للصرف الصحي بداخله، أو إيجاد حلول مؤقتة للتخلص من المشكلة أو برشّ الوادي بمبيدات حشرية وتنظيف الوادي تماماً من مخلفات الأطعمة وغيرها من المخلفات التي تكدست في الوادي”. وعبر بندر الشويعر، الذي يقطن بمقربة من الوادي، “من استيائه التام لهذا الوضع المتردي الذي يعيشونه من خلال عدم مبالاة الأمانة في تقديم خدماتها لأحياء الجنوب بشكل خاص، وأعرب عن أمله في أن تقوم الأمانة بتسخير موظفين يراجعون الموقع، ومراجعة الوادي وتشخيصه لوضع الحلول المناسبة للتخلص من المعضلة”. وسعت “الشرق” جاهدة للوصول لأمانة منطقة الرياض لمعرفة تفاصيل القضية، ومتابعة المستجدات، والحديث عن دور الأمانة في هذا الجانب والحلول التي تسعى لها، إلا أنه على مدى ثلاثة أسابيع، وحتى لحظة نشر التحقيق لم يتم التجاوب من مسؤولي بلدية منطقة “العريجاء” أو المتحدث الرسمي باسم أمانة منطقة الرياض إبراهيم الدعيلج. مياه الصرف الصحي تغطي الوادي