لم يتقبل بعض القراء الكرام تتويجي مدينة «أبها» كعاصمة للسياحة السعودية والخليجية وحاول بعض القراء الكرام سحب الأضواء للطائف المأنوس، ومعهم الحق إذا بقينا في الماضي كعالم افتراضي يتجمد تحت الذكريات والأطلال. أشهر قراء «الشرق» « دعشوش» دخل على الخط ورشح «الباحة» كعاصمة للسياحة السعودية بأسلوبه الساخر الجميل، وأكد وجود خمسة شوارع بالمدينة وطرق سياحية ضيقة للغاية، ومن هنا أستطيع انتزاع نقاط الباحة السياحية لأضيفها إلى نقاط القوة في « أبها» عاصمة سياحتنا، أما الطائف المأنوس فقد كانت العاصمة الحقيقية ووجهة للحكومة والأثرياء والأسر السعودية وخفت بريقه في السنوات الأخيرة وأصبحت « أبها» الوجهة الرئيسة لكل سياح مناطق البلاد ولكل الأشقاء الخليجيين. « أبها» مدينة المدائن تلتحف الضباب وتغتسل بماء السماء مع إشراقة كل يوم جديد وتقدم قربان التآلف الأسري للقادمين دون تصنيف وتزرع ورود المسامرات على شواطئ القمر وتغرس في ذاكرة القادمين إليها ذكريات الحياة البسيطة البعيدة عن التعقيد. أبها تتراقص طربا صيفا وهي ملتقى أسري لكل الباحثين عن الجو الأسري الهادئ، وهي تشق طريقها بمشاريعها العملاقة بهدوء وروية وتتناغم مع سلوكيات وقناعات وثقافات القادمين إليها حسب مجريات الحياة ومكنوناتها دون خروج عن النص. أعتذر لقراء مقالي السابق، فلن أعترف بمدينة تجذب السياح والشعراء والأدباء والرياضيين كمدينة « أبها»، وستظل مدينة المدائن عاصمة للسياحة السعودية ومكانا آمنا للوطن ولأشقائنا الخليجيين، وستظل مدينتي تجدل أشعة الشمس وتركض نحو الضباب هربا من غشقة « مطر».