يأتي السائح السعودي في المرتبة الثالثة بعد السائح الألماني والسائح الياباني من ناحية الاعتماد على السياحة الخارجية والقدرة الشرائية العالية.. وليس غريباً أن تكون هناك منافسة لجذب السائح السعودي حيث تشير بعض الدراسات بأن العائلة السعودية تنفق ما يقارب 30 ألف ريال خلال عشرة أيام يقضونها في الدول المجاورة لحضور مهرجانات التسوق مثل مهرجان دبي ومهرجان خريف صلالة ومهرجان الكويت ولبنان ولن نأتي بجديد إذا قلنا بأن معظم هذه المهرجانات العربية تعتمد وتركز على السائح السعودي. لماذا مهرجانات الخارج؟ لماذا الساحة الخارجية تكسب الرهان.. وهناك مهرجانات محلية قد لا تقل أهمية عن المهرجانات الخارجية ويكفي أنها أقل سعراً وتكلفة. وهنا لابد من الإشارة إلى أن السياحة الداخلية قد تطورت في السنوات الأخيرة حتى غدت منافساً بما تقدمه من برامج وأنشطة ترفيهية ذات محتوى ثقافي وفني يرضي الذائقة الفنية للإنسان مع التركيز والتأكيد على السياحة التي تعتمد على ما نحمل من مبادئ معروفة، كما أن للأجواء الطبيعية والمناخية وتباين جغرافية التضاريس ترضي جميع الأذواق فهناك على الشاطئ الشرقي في الدمام والخبر شواطئ ساحرة وأماكن ترفيهية تجعل الإنسان يحلق في فضاءات البحر ورماله الذهبية وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة جدة التي لديها مهرجانها الصيفي السنوي الذي يأتي بعنوان «جدة غير» حيث يفضل الكثير من السعوديين قضاء إجازاتهم في ربوع جدة وعلى سواحلها، فهي مدينة سياحية بما فيها من فنادق ومدن ترفيهية ومهرجان التسوق يُعد عامل جذب سياحي، فهناك الجوائز والمسابقات والعروض التجارية. سياحة الجبال وإذا ما انتقلنا إلى الطائف والباحة وأبها نجد الطبيعة الخلابة والغابات الخضراء تزين الجبال ، والبراد والمطر والضباب ترحب بالمصاطفين والسياح. فمدينة أبها وبفضل جهود صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير غدت المحطة الأهم على خارطة السياحة السعودية.. لقد راهن الأمير خالد على السياحة في هذه المنطقة التي كانت قبل أكثر من عقدين لا تعرف شيئاً عن السياحة وقد كسب الرهان، فها هي اليوم وقد أصبحت قبلة المصطافين في المملكة والخليج العربي. إن من يقرأ الدهشة وهي تلمع في عيون المصطافين الخليجيين فرحاً وامتناناً بما يشاهدون من برامج متنوعة من لجنة التنسيط السياحي بعسير والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة عسير والذي له دور بارز وجهد واضح في برامج لجنة التنشيط السياحي وتنوعها لترضي مختلف الأذواق.. أبها في الليل وحين يحل المساء تغرق أبها في بحر من الأنوار والأضواء، وهناك الكثير من الخيارات أمام المصطاف لقضاء أمسيات جميلة ولعل من أهمها مهرجان الصوت والضوء الذي يقام على بحيرة أبها والذي يحيل ليلها إلى لوحات فنية تكتبها الألعاب النارية بأشكالها وألوانها الطيفية في أجواء من الفرح والمرح على الحزام الدائري وعلى خط المشاة وضفاف وادي أبها يتجمع المصطافون مع زوجاتهم وأولادهم لقضاء أجمل الأوقات في هذه الأجواء، وهناك أيضاً مهرجان أبها للتسوق الذي يشكل بدوره عامل جذب سياحي نظراً لما فيه من فعاليات وأنشطة اقتصادية ومسابقات وبرامج متنوعة. كلمة أخيرة وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة العليا للسياحة تبذل جهوداً لدعم وتنشيط وتشجيع السياحة الداخلية في مختلف مدن المملكة.. وحبذا لو أن وكالات السياحة والسفر قامت بتفعيل دورها ويقع على عاتقها دور كبير في تنظيم الرحلات الجماعية.