لم يقطع شهر رمضان المبارك، العطلة السياحية لعشرات السائحين الذين اختاروا أبها عسير، وجهة سياحية لهم. ورغم مضي نصف شهر على رمضان المبارك، إلا أن مدينة أبها السياحية ما زالت تكتظ بعدد كبير من السائحين الذين تستهويهم الأجواء الأبهاوية، وترعبهم حرارة الأجواء التي تنتظر في مناطقهم. ويبدو للعيان بشكل بارز مشهد الزائرين وهم يتجولون في الأسواق الشعبية التي تنتشر موسميا بصفة مؤقتة في شهر رمضان المبارك، التي تضفي على السياحة الداخلية بعدا آخر، بما تقدمه من وجبات وبما تحتويه من نكهات. وعلى الرغم من أن الجميع يعرف رمضان بأنه شهر التجمع مع الأسرة والأهل، إلا أن محمد أبوعبدالله من أهالي حفر الباطن رفض قطع إجازته الصيفية في أبها، وواصلها، ليجد نفسه في أول مرة يصوم فيها بعيدا عن مسقط رأسه «فالحرارة الشديدة في الحفر أجبرتني للتنازل عن تعود الصيام وسط الأهل، وما إن وجدت أجواء أبها الساحرة والمميزة، حتى وجدت للصيام طعما ثانيا، وبصراحة لم أكن أتوقع أن تكون أبها بهذه الدرجة من الأجواء الجميلة، وبهذه الطقوس الرمضانية المميزة، حيث كنت وأسرتي قررنا أن نصوم يومين فقط في أبها، ثم نعود، لكننا مع تلك الأجواء، والطقوس الرمضانية أجبرنا على البقاء، لنستمتع والصغار بالأمطار المستمرة، واعتدال المناخ، وأبها تسحر كل من يزورها؛ فهي تنافس الأجواء والمصايف العالمية، لذا قررنا البقاء حتى العشر الأواخر من رمضان». وفي جانب آخر لم يقتصر التواجد على الأسر السعودية، إذ فضل عدد من الأسر الخليجية التواجد في أبها خلال شهر رمضان. وأوضح السائح الإماراتي عبدالمعنم النهاري أنه وصل إلى أبها مطلع شهر شعبان الماضي «وكلما قررت وأسرتي المغادرة ترفض أجواء أبها الساحرة، إلا أن نبقى، ونستمتع بأمطارها وضبابها الذي يكسو مرتفعات أبها، لذا لمسنا أن الأجواء الروحانية لهذا الشهر في أبها لها طعم خاص»، مشيرا إلى أنه سمع كثيرا عن أبها إلا أنه «ليس من رأى كمن سمع، فما وجدته على أرض الواقع يختلف كثيرا عما سمعته». وعلمت «شمس» أن الهيئة العامة للسياحة بعسير تدرس العام المقبل وضع برامج سياحية دينية خلال شهر رمضان المبارك، وتتركز هذه المناشط على البرامج الدينية والأسرية والرياضية، وذلك لإيجاد أوقات تقضي فيها الأسرة، وتشجعها على البقاء أكثر في أبها خلال شهر رمضان المبارك المقبل. وأوضح وكيل إمارة منطقة عسير المشرف العام على مهرجان صيف أبها المهندس عبدالكريم الحنيني أن أبها سجلت وبجدارة المدينة الأولي الأكثر جلبا للسائح في المملكة، وذلك لما تتميز به من أجواء لا توجد في غير أبها، إلى الدرجة التي جعلتها جاذبة لما يزيد على مليوني سائح.