حمد الكنتي صيفيات 1: أشاهدهم يقفون تحت بقايا ظل حارق، ويضعون فوق رؤوسهم أقمشة مبللة لعلها تخفف بعض الحر عنهم، أنهم إخوتنا موظفو النظافة، قليل منك يكفيهم فلا تبخل عليهم . صيفيات 2: قطط تغفو قرب أبواب المنازل لعلهم يجدون قليلا من الهواء البارد المنبعث من عمق تلك الديار النائمة، قطة نائمة ولسان حالها حر لا يطاق، المنظر جميل ويشعرك بعمق هذا المشترك الكوني الرهيب. صيفيات 3: حمامة تغمس ريشها في بقعة ماء على أرض عابرة، هي تفعل ذلك محاولة أن ترطب نفسها وقاية من هذا الحر، فيا سبحان الله الكل لا يريد الحر. صيفيات 4: نساء منقبات، ولن أقول محجبات لأن هنالك اختلافاً، يمشين الهوينا، تحت شمس حارقة، بصراحة أقدم لهن التحية على تمسكهن بذلك رغم شدة الحر. صيفيات 5: برغم الحر، برغم توهج الشمس، تجد أن هنالك عمال غسيل السيارات ينهمكون في عملهم، ويتبادلون رش الماء على بعضهم في مشهد ضاحك وكأن الشمس تبتسم لهم، يستحقون التحية على تفاؤلهم، فالبسطاء هم السعداء صيفيات 6: غريب أمره، شمس حارقة تعلوه، ووجبة ساخنة قد انتهى منها، وبناء شاهق يرتقيه ليبنيه، وسيجارة حارقة يلوكها بشفتيه، وكوب شاي ساخن يرتشفه، أين هو من الحر وأين الحر منه .! صيفيات 7: حر ينهك حتى النفوس، فلا أحد يصبر إن سهوت عن دوس مكبحة البنزين عند الإشارة، ولا أحد يصبر إن تأخر عامل البقالة، ولا أحد يصبر حتى تسدد الفاتورة عبر الصراف الآلي، ولا أحد يصبر على لباسه، «ههه» يبدو أنها بقيت هذه فقط ! صيفيات 8: استمتع بالصيف وارتوِ بالماء فهو الحياة، الصيف حتما جميل إذا أنت استيقنت ذلك، الصيف فرصة لإنقاص وزنك، فرصة لتقارب الأسرة أكثر، فرصة للإغراق في الماء، واستنشاق السباحة الطاهرة، فرصة لكل شيء فهل وعيت ذلك؟.