رأس مالهم ليس بضاعتهم فحسب، بل الصبر و"ترويض" الملل، وزادهم التوكل على الله، وحبال انتظارهم الرزق البعيد طويلة. قلما تلحظهم من دون حجاب زجاجي تتوارى خلفه ليحميك من البرد القارس شتاءً والشمس الحارقة في أشهر الصيف، وإن فكرت في التعامل معهم بصورة مباشرة فمن وراء حجابك ومن داخل سيارتك، بعد أن تراقب الطريق جيدا وأنت تنحدر باتجاه أحدهم لتبتاع وحدتين أو أكثر من "الجح"، أو بعضا من الفاكهة "التي دائما ما تكون طازجة"، وكذلك العسل أو عبوات ماء زمزم، ليبقى الباعة المنتشرون على الطرق السريعة والشوارع الرئيسية داخل المدن صيادين مهرة ولكن ل"لقمة العيش" رغم قسوة وصعوبة الظروف التي يعملون فيها.