ﻷننا خير أمة أخرجت للناس, كان واجباً علينا تطبيق ماأتى به ديننا الحنيف من أمور عده. وعلى سبيل المثال طيب اﻷخﻼق والمعامله الطيبه سواء مع أبناء ديننا من جميع اﻷشكال من أبيض وأسود أوسواهم من أي دين يكون. وما أقصد لهو في موضوعي المتواضع هذا هو ما أشاهده كل يوم , من أمور مؤسفة تخص عمال النظافة الضعفاء الذين يسهرون ليﻶ لنظافة نفاياتنا وحتى في حين ما تشتد حرارة الشمس الحارقه ﻷقصى درجاتها في الصيف , حتى أننا ﻻنقدر على الخروج لقضاء حاجاتنا إﻻ بعد غياب الشمس بالرغم من استخدامنا للسيارات المكيفة في تحركاتنا من المؤكد أنكم رأيتموهم وتشاهدوهم يوميآ . وما زلتم يومياً كما أراهم بمﻼبسهم البرتقالية الحزينه (تلك التي تذكرني بمعتقلي غوانتنامو), والتي ذهب لونها بسبب انعدام النظافة وقصر حال اليد. تغير لونها لسوء اﻷحوال الجوية وهم يتنقلون تحت لهيب الشمس الحارقة.. ناهيكم عن عدم اهتمام الشركات المشغلة بآدميتهم وتشغيلهم بمبلغ ﻻ يتجاوز 350ريال شامله الغذاء بداخلها. أليس هذا من عدم أحترام اﻷنسانيه حقاً؟؟ حين يتجول العامل المسكين تحت الشمس والرطوبة وهو يلهث من الجوع والعطش ليجمع اﻷوراق المتناثرة وعلب المياه الغازية من هنا وهناك. تلك التي تعود مﻼكها أن يقذفوها من نوافذ مركباتهم البارده المكيفه معتمدين على هؤﻻء العمال الضعفاء صباحاً ومساءً. ولم ينس العمال أن يلملموا أيضاً ما تبقى من كرامتهم المهدرة وشتات أنفسهم وهم ينسونها في خضم عمل ﻻ يرحم تتساوى ساعاته في الشتاء والصيف.. ﻻ فرق!.. مع أن صيفنا الحارق ﻻ يرحم وأيضآ بردنا ﻻيرحم , حيث تصل الحرارة إلى ما فوق اﻷربعين وربما إلى الخمسين وفي البرد توصل لدرجة الصفر المئوي, حين يلهث المؤشر طالباً النجاة والعون!.. ولعلنا نذكر قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: أحب ﻷخيك ما تحب لنفسك, فهل يحب أصحاب هذه الشركات المتعاقده مع امانات ومحافظات المملكه أن يتجول أربابها وأوﻻدهم في هذه اﻷجواء القاتله والشموس الحارقة وهواء السموم القاتل.. وفي عز الظهيرة لكنس الشوارع وتنظيف اﻷرصفة , دون شعور بالهﻼك يجتاح أنفسهم؟؟!.. في الدول اﻷخرى هناك قوانين يتم فرضها على الشركات بتحديد ساعات العمل في اﻷوقات الحارة من السنة مراعاة لظروف العامل الصحية. ألسنا نحن أحق بأن نطبقها من هؤﻻء؟ أليس ديننا هو دين الرحمة؟ ورسولنا خاتم اﻷنبياء الذي أتى ليتمم مكارم اﻷخﻼق, وكان أشد الناس رحمة وعطفاً على أمته وخاصة من الضعفاء؟!.. إذاً لِم ﻻ نتبع ما كان يقوم به من أمور حميدة لنكون سفراء لهذا الدين.. دين الرحمة والسﻼم. أعتقد بأن الرياﻻت المعدودة التي تصرف لهم لن تعوض ما قد يتعرضون له من أمراض أو إصابات جراء الطقس القاسي!.. ولعلكم أيها الكرام ينالكم اﻷجر العظيم حين تتصدقون على هؤﻻء أثناء تأديتهم أعمالهم وفي عز الحر, بأي شيء حتى لو زجاجة ماء.. وصدقوني فيها الثواب العظيم.. وربما كسبت قلوب غير المسلمين وحببتهم في دينك, فﻼ تستصغر ما تقوم به من صدقات وأعمال حتى لو كانت بسيطة ففيها الجزاء الكبير فهم أولى الناس بالصدقه فﻼ تبخلو عليهم أخواني فأنتم اهل خير . ومرة أخرى أقول ﻷصحاب شركات النظافه:اتقوا الله في هؤلاء. 1