تمرعلينا اليوم سنة كاملة على رحيل سيد البيد “محمد الثبيتي”. شاعر لا تستطيع الساحة العربية قبل المحلية نسيان قصائده وتاريخه وحميميته بين الأصدقاء. محمد الثبيتي الذي جاب الصحراء والقلوب قبل الأمكنة، لم تخلده شوارع، ولا مدارس ولا مناهج مدرسية، رغم الملاحق الصحفية التي “تحبرت” على مدى شهر كامل بعد وفاته. مر عام على رحيلك يا سيد البيد، ومازلنا ننتظر حدثاً أهم من تكريم عابر تقدمه وزارة الثقافة، أو مجرد تذكرة سفر للأبناء لحضور مهرجان التكريم. كانت المطالب كثيرة في الأسبوع الأول من وفاة الثبيتي، لم يبقَ كاتب زاوية، أو كاتب مقال، في الصحافة المحلية، إلا وكتب مرثية من الكلمات، وقدمت المقترحات الكثيرة في تخليد هذه الذكرى، لكنها ذهبت أدراج الريح، ومازال الوضع قائماً كما هو قبل رحيل الثبيتي. ولعلنا نذكر من خلال هذه الالتفاتة السريعة كم نحن في حاجة إلى ترسيخ مفهوم الاحتفاء بالرموز بعد وفاتهم، وتخليد ذكراهم من خلال إدخال نصوصهم إلى المناهج التعليمية البعيدة كل البعد من رموزنا الثقافية، بإطلاق جائزة باسمهم، وإعطائهم حقهم في تسمية شوارع “غير فرعية” بأسمائهم “في المدن الرئيسة” في المملكة، كما لا ننسى أن نجعل من ذكراهم ثابتاً في أنديتنا الأدبية، بتقديم كتب ودراسات تجعل الجيل الجديد يشعر بأن هؤلاء لم يكونوا مجرد عابرين في طريق عابر. وأختم زاويتي بهذه الصور: “.. مَرْحَباً سَيَّدَ البِيدِ.. إنَّا انْتَظَرْنَاكَ حَتَّى صَحَونَا عَلَى وقْعِ نَعْلَيكَ حِينَ اسْتَكَانَتْ لِخُطْوَتِكَ الطُّرُقَاتُ وألْقَتْ عليكَ النوافذُ دفءَ البيوتْ...”. فهل يستحق منا “سيد البيد” الجحود والنسيان؟!