غادر الشاعر الكبير محمد الثبيتي الحياة مساء أمس بعد معاناة طويلة مع المرض ليكمل سلسلة طويلة من رحيل المثقفين والأدباء العرب. وقال موقع الشاعر على شبكة الإنترنت" فجعت الأوساط الأدبية والثقافية العربية بوفاة الأديب المتميز والشاعر الكبير محمد الثبيتي، الذي وافته المنية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة 14-1-2011م في مكةالمكرمة، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، على أثر تعرضه لأزمة قلبية حادة قبل أكثر من سنة، وسيصلى عليه ظهر اليوم في مكةالمكرمة". والثبيتي من مواليد عام 1952م في منطقة الطائف. حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع وعمل في وزارة التربية والتعليم. ومن أبرز أعماله الشعرية: عاشقة الزمن الوردي ، تهجيت حلما .. تهجيت وهما، بوابة الريح ، التضاريس، موقف الرمال. وأصدر النادي الأدبي في حائل مؤخراً أعماله الكاملة في مجلد واحد، يضم جميع إنتاجه الشعري. حصل على عدد من الجوائز منها الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكة سنة 1397ه. عن قصيدة "من وحي العاشر من رمضان" .وجائزة نادي جدة الثقافي عام 1991 عن ديوان (التضاريس).وجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000 م، عن قصيدة (موقف الرمال.. موقف الجناس).وجائزة ولقب ( شاعر عكاظ) عام 2007م في حفل تدشين فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي الأول. منذ عام تقريباً أصبح الثبيتي طريح السرير الأبيض إثر تعرضه لأزمة قلبية بعد عودته من رحلة ثقافية إلى اليمن حتى وافته المنية مساء أمس. قصيدة سيد البيد سَتَمُوتُ النُّسُورُ التي وَشَمَتْ دَمَكَ الطفلَ يوماً وأنتَ الذي في عروقِ الثرى نخلةٌ لا تَمُوتْ مَرْحَباً سَيَّدَ البِيدِ .. إنَّا نَصَبْنَاكَ فَوقَ الجِرَاحِ العَظِيمَةِ حَتَّى تَكُونَ سَمَانَا وصَحْرَاءَنَا وهَوانَا الذِي يَسْتَبِدُّ فَلاَ تَحْتَوِيهِ النُعُوتْ سَتَمُوتُ النُّسُورُ التي وَشَمَتْ دَمَكَ الطفلَ يوماً وأَنْتَ الذي فِي حُلُوقِ المَصَابِيحِ أغْنِيَةٌ لاَ تَمُوتْ مَرْحَباً سَيَّدَ البِيدِ .. إنَّا انْتَظَرْنَاكَ حَتَّى صَحَونَا عَلَى وقْعِ نَعْلَيكَ حِينَ اسْتَكَانَتْ لِخُطْوَتِكَ الطُّرُقَاتُ وألْقَتْ عليكَ النوافذُ دفءَ البيوتْ سَتَمُوتُ النُّسُورُ التي وَشَمَتْ دَمَكَ الطفلَ يوماً وأَنْتَ الذي فِي قُلُوبِ الصَّبَايَا هَوىً لاَ يَمُوتْ الرحيل إلى شواطيء الأحلام أَلْقَيتُ بينَ يديكَ كُلَّ عِتَادِي وأَرَحْتُ مِنْ هَمِّ الطَّريقِ جَوادِي وفَرَرْتُ مِنْ لَفْحِ العَواصفِ حِينمَا طَالَ الرَّحيلُ، وماتَ صَوتُ الحَادِي وتَجَاوبَتْ أَصْداءُ صَمْتِي في الرُّبَى وعَلَى السُّهولِ وعِنْدَ مَجْرَى الوادِي ولَمَحْتُ أَوراقَ الخريفِ يَجُرُّهَا مِن خلفهِ ذيلُ النسيمِ الهَادِي فتركْتُ فِي الصحراءِ كُلَّ قصائِدِي ودَفَنْتُ بينَ رمالِهَا إنْشَادِي وعلَى شواطئِ نَاظِرَيكَ تَقَطَّعَتْ أسبابُ سَعْيِي وانْطَوتْ أَبْعادِي فَارْمِي قيودي باللهيبِ وحَطِّمي أسوارَ رُوحِي، واقلعِي أَوتادِي كالنارِ،كالأعصارِ قُودِينِي إلَى قدَرِي، ولا تَسْتَسْلِمِي لِعِنَادي يا نَجم إنْ سألَ الشعاعُ: فَإنَّني سافرتُ في ركبِ الزهورِ الغَادِي صَحبِي هناكَ على السفوحِ تركْتُهُم ينعونَ جهلي، وانْقِيَادَ فُؤادِي وملاعبَ الأنسِ الرضيعِ هَجرْتُهَا وهجرتُ فيهَا مَضجعِي ووِسَادي عجباً.. أَتَذْبُلُ في الربيعِ خَمائِلي ويضيعُ في ليلِ الشتاءِ جِهَادي