حلَّت أمس الذكرى ال 46 لما يعرف بالنكسة التي احتلت خلالها إسرائيل ما بقي من فلسطين إلى جانب أراض في مصر وسوريا في حرب 5 حزيران/ يونيو 1967، في الوقت الذي تواصل إسرائيل سياسة الاستيطان الأمر الذي يضع حلم إقامة الدولة الفلسطينية في مهب الريح. وتأتي هذه الذكرى في الوقت الذي يعيش فيه آلاف من الفلسطينيين داخل سوريا (نكسة حزيران) جديدة جراء تعرضهم للقتل والتشريد نتيجة المعارك الدائرة بين الجيش الحر وقوات الأسد في مخيم اليرموك بدمشق واستمرار قوات الأسد بقصفه يومياً ما أدى إلى تشريد معظم سكانه. وتمر الذكرى في الوقت الذي لايزال الانقسام الفلسطيني عقب الاشتباكات المسلحة التي وقعت منتصف عام 2007 بين حركتي فتح وحماس. وتتواصل الدعوات الفلسطينية بشكل يومي لطرفي الانقسام بضرورة طي صفحته، للتوصل لما أكد عليه المجلس الوطني الفلسطيني بمناسبة الذكرى ال46 ل «نكسة حزيران»، أن الفلسطينيين ماضون اتجاه تحرير أرضهم ودحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود ما قبل النكسة عام 1967 بعاصمتها القدس الشريف. وعلّق عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» على حالة المرض التي تعيشها القضية الفلسطينية بالقول: لقد وصلنا إلى منحي خطير ولم تعد قضيتنا ذات أهمية خاصة بعد دخول الأمة العربية في ربيع وثم خريف أدى إلى تآكل جبهتها الداخلية وسمح لإسرائيل أن تجدد ربيع المستوطنين ومصادرة أراضي الفلسطينيين». واتهم زكي الولاياتالمتحدةالأمريكية بإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للاستمرار في سياسية الاستيطان وتنفيذ جرائم خطرة في حق الفلسطينيين، مبيناً أن السلام بات وهماً أعطوا خلاله كل شيء بالمقابل خسروا كل شيء قائلاً:«صحيح أن أوسلو أعادت 200 إلف فلسطيني لأرضه ولكنها جلبت 650 ألف مستوطن مقابل ذلك». ويرى زكي أن الوقت حان ليمتلك الفلسطينيون رؤية سياسية معتمدة على ترتيب البيت الفلسطيني وصولاً لتصعيد المقاومة الشعبية بالتزامن مع الذهاب إلى المحاكم الدولية لمقاضاة إسرائيل لجرائمها وخاصة الاستيطان، داعياً لتغير المصطلحات وخاصة دولة على حدود 67 حتى تغدوا بالمفهوم الإسرائيلي بدلاً عن الوطن.