غدت قرارات الفتيات في الزواج تتراجع كما تقلَّصت فكرة زواج الفتاة قبل إتمام مرحلة تعليمها الجامعية أو أقلها الثانوية، كما أصبحت الفتاة في عام 2013م تواكب التقدم وبوعي أكبر للخيار الأنسب من خلال ازدياد وعيها، كما غدت مقوماتها بالمقابل وقناعتها تصعب أمامها إمكانية القبول بالرجل المتقدم لها، وأحياناً غدت مقومات الفتاة أو العروس نفسها هي السبب في عدم تمكنها من الزواج، حيث تلك القناعات التي تتشكَّل حول من يناسب مركزها الوظيفي أو العلمي بدرجتي الماجستير أو الدكتوراة، وقد أدت تلك القناعات التي تبحث عنها في شريك الحياة حافزاً للعنوسة حيث تمر السنوات والفتاة تطمح للأنسب وقد لا يأتي ذلك ضمن قائمة المتقدمين لخطبتها، وهنالك في المقابل بعض الفتيات من يطمحن فقط في أن يكون ذلك الرجل محافظاً على فروض الصلوات الخمس، صاحب دين وخُلق، ومن عائلة محترمة هن من يبحث عن مقاييس إنسانية في الدرجة الأولى، فقط قبل الأكاديمية أو المركز الوظيفي أو المادي وغيره وهن نسبة ضاعت في قافلة تعميمم المجتمع على تخصيص حالات تلك العازفات عن الزواج وهنالك بعض القناعات لدى الشباب بأنهم هم مَنْ يعزفون عن الزواج، و تنطلق من محورين إما غلاء المهور وحاجته ليبدأ مشواراً طويلاً جداً، حتى يتمكَّن من الزواج تحت قناعته «حين أكوِّن نفسي سأتزوج» أو لعدم ثقته في الفتيات وفق تجارب يراها محيطة حولة في المجتمع من نماذج سرعان ما يعممها في قناعاته، بحكم أن المجتمع لا يعمم أخطاء الذكور أوعدم مسؤولية زوجة أخ له أو قريب أو صديق، ويأخذ من تلك القصة الفاشلة نبراساًَ لقرارته. أول شيء قناعة الفتاة بعدم الزواج من قرارة نفسها، وقناعتها تشكَّلت من أسباب نفسية واجتماعية وأحياناً أكاديمية. النفسية هي خوفها من أن يكون «غير عاطفي» أو لا يشبه حنان أبيها، أو ليس وسيماً، لأنها أنثى تحلم بطبيعتها بالفارس على الحصان الأبيض، رجل يوافق رجولته عظمة أنوثتها. الاجتماعية هي سوداوية النظرة أيضاً بالمجتمع لتمتطي دور الشاب وتواكبه في فشل نظرية أنها سيدة مختلفة ومتربية ومسؤولة ومحافظة على دينها وزوجها وبيتها، ويعيشان بذلك كلاهما حياة العزوف أو «صرف النظر عن الزواج» بدعابة «من سيدخل القفص برجليه» فمن أكبر الأخطاء تعميم التخصيص لفشل حياة خاصة لكلٍ من أختها أو قريبة أو صديقة، وتأتي الفتاة لتأخذ التجربة للأسوأ، ولا تعي أن الأدوية الخاصة بالصحة لاتناسب كلها كل الجلد وطبيعة البشرة وطبيعة الجسم، فمثلاً الهادئة تكره من طليق أختها الهادئ، وتظن أن العصبي من يناسبها، والعكس كذلك، يعتقد الشاب ذلك أنا عصبي وأريد سيدة تتحملني وتستوعبني. ومن الأسباب الأكاديمية قد يكون حصولها على درجة الماجستير أو الدكتوراة تعوقها لتكون مقومات الزوج الذي تبحث عنه يحمل درجة أكاديمية تناسبها. والنتيجة زياده العنوسة، وفي المقابل قامت إحدى الفتيات مؤخراً في إحدى الجامعات السعودية بحملة لإقناع الفتيات بتعدد الزوجات لدى الرجل، ولنا أن نقيس سبب وصولنا، والمؤشرات التي دفعت بتلك الفتيات ليكنّ سفيرات ثقافة التعدد ومواكبتها بقناعات علمية واجتماعية ونفسية. وعلى الصعيد الدولي والعالمي ليس فقط العربي نرى أن ظاهرة زيادة نسبة النساء أوجدت مشكلة أقضت مضاجع العقلاء منهم والمفكرين فتنادوا لمعالجة هذه الظاهرة وعقدوا الندوات، وأقاموا المؤتمرات؛ لبحث هذه المشكلة، وما يترتب عليها من تدمير مستندين في ذلك إلى الدراسات، والوثائق، والإحصاءات. ومَنْ يتأمل ما يجري لدى القوم من فضائح يقتنع تماماً بأن الزواج بثانية أو ثالثة أصبح ضرورة اجتماعية تقتضيها المصلحة بسبب تشابه الظروف الطارئة، وعلى رجال الأمة، وقادتها أن يهتموا في هذا الجانب، ويتداركوا الخطر قبل استفحاله، ولنطالع معاً هذا التقرير الذي أوردته وكالات الأنباء ونشرته مجلة المجتمع في عددها 847 وجاء فيه: ((منذ الحرب العالمية الثانية وأوروبا والولاياتالمتحدة تشكو من قلة عدد الرجال وارتفاع نسبة الإناث من عدد السكان، وخاصية بعد الحروب الضروس التي خاضتها في العالميتين الأولى والثانية)). وكذلك كان الحال في اليابان، والصين، والاتحاد السوفيتي، ولكن هل كانت الحروب هي السبب الوحيد في ارتفاع عدد النساء، خاصة إذا علمنا بأن الحرب مضى عليها الآن زمن طويل؟ ليس هذا هو السبب الوحيد، فلقد استمرت نسبة الإناث في الارتفاع مقابل الذكور حتى وصلت إلى (1 مقابل 4) في السويد، و (1 مقابل 5) في الولاياتالمتحدة و(1 مقابل 6) في الاتحاد السوفيتي، ولا تزال النسب في ارتفاع مستمر على الرغم من توقف الحروب، فالزيادة تأتي في المواليد!! ولم تكن الزيادة خاصة بالعالم الغربي، ففي بعض مناطق الصين تصل نسبة الذكور إلى الإناث (1 إلى 10) وقد أجبر هذا الواقع الديموغرافي حكومات البلدان المعنية على تشغيل النساء في كل موقع مهما بلغت خشونته وصنعته، ففي تايوان تعمل النساء في البناء، وجمع القمامة، وفي اليابان يُعد مجال الخدمات خاصاً بالنساء، أما في الدول الشيوعية فقد تعمل في مصانع الحديد، وقيادة سيارات الأجرة، ولعل هذا الواقع العالمي المعاصر الذي يختص بهذه القضية الاجتماعية المهمة هو تحقيق لنبوءة الرسول- صلى الله عليه وسلم- بأن من علامات الساعة أن يكون الرجل الواحد قيماً على خمسين امرأة، كما ارتفعت نسبة العنوسة بشكل مخيف، فقد بلغ عدد العوانس في روسيا مثلاً أكثر من عشرين مليون امرأة عام 1980 م، ومعهن ارتفعت نسب المواليد غير الشرعيين، وبوجود النظام الغربي الذي لا يسمح بتعدد الزوجات، ويعد ذلك جريمة يعاقب عليها القانون ظهرت آثار اجتماعية مدمرة هي أشد جرماً، وإثماً من جريمة التعدد المزعومة، فقد ارتفعت نسب الممارسات غير الشرعية بشكل مخيف بعد أن أصبحت النسوة يعرضن أنفسهن رغبة في الزواج؛ لتظفر بالزوج الذي لا تأتي فرصته إلا مرة في العمر، أو لإشباع غريزة البقاء المتمثلة في الجنس، والأمومة.