أعلن الجيش السوداني استعادة بلدة «أبو كرشولا» التي سيطر عليها تحالف الجبهة الثورية المسلح في شهر أبريل الماضي بعد معارك ضارية بين الطرفين استمرت قرابة الشهر ولقي خلالها المئات حتفهم ونزح الآلاف، بينما سارع التحالف الذي يضم الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) وثلاثا من الحركات المتمردة في دارفور إلى تأكيد الانسحاب من البلدة بغرض إفساح المجال أمام وصول مساعدات إنسانية، نافياً تلقيه هزيمة من الجيش السوداني. من جانبه، هدد الرئيس السوداني، عمر البشير، بإغلاق الأنابيب أمام نفط دولة الجنوب مجددا ما لم تكفّ عن دعم الجبهة الثورية والحركات المسلحة، ولوَّح بإلغاء جميع اتفاقات التعاون المبرمة بين الخرطوم وجوبا. وأوصد البشير، الذي كان يتحدث مساء أمس الأول أمام مئات السودانيين الذين خرجوا في مسيرات عفوية بمناسبة تحرير «أبوكرشولا»، الباب أمام التفاوض مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، ووصف متمردي الجبهة الثورية ب «عملاء باعوا الوطن»، وشدد على أنه لن يعترف بعد اليوم بالحركات المسلحة ولن يتفاوض أبداً معهم. وحذر البشير حكومة جنوب السودان من التورط في دعم المتمردين الذين يقاتلون الخرطوم، وقال «عندنا اتفاقات موقعة مع جنوب السودان وإذا لم تلتزم بها سنغلق أنابيب البترول»، وتابع بالقول «إذا استمر الدعم سنعرف، وإذا توقف سنعرف»، معتبراً حديثه إنذاراً نهائياً لحكومة جنوب السودان لتكفَّ عن دعم الحركات المسلحة في دارفور. من جانبه، قال وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين، إن تحرير «أبو كرشولا» كان تتويجاً لملحمة توحدت فيها القوات المسلحة بمختلف صنوفها مع قوات الدفاع الشعبي والشرطة والأمن. وأكد وزير الدفاع، في بيانٍ له، أن القوات المسلحة «ستظل حاميةً للوطن ودرعاً واقية وستواصل مسيرتها لتحقيق الأمن والاستقرار وستقاتل لتسحق قوى البغي والعدوان والارتزاق وتقطع دابر الأعداء». وتقع «أبو كرشولا» في الطرف الشمالي الشرقي من ولاية جنوب كردفان قرب ولاية النيل الأبيض حيث يوجد الميناء الرئيسي للبلاد على نهر النيل.