قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، إن مبادرة الاتحاد الخليجي التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تمثل تطلُّعاً لجميع قادة دول الخليج. وأوضح، خلال احتفالٍ نظمته الأمانة العامة ل«التعاون الخليجي» مساء أمس الأول في الرياض، أن قادة دول الخليج رحبوا بمبادرة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد، وهي في إطار الدراسة والتشاور بين الدول في الوقت الراهن، مذكِّراً بأن قمة الرياض نهاية عام 2011 أقرّت بأنه سيتم تحديد قمة خليجية أخرى في الرياض أيضاً لمناقشة المبادرة. وأشار إلى سير دول الخليج في عملية نمو وارتقاء بتأنٍّ ودراسة وصولاً إلى نتائج ناضجة اقتداءً ب»آبائنا وأجدادنا»، حسب قوله. ودعا الزياني إيران إلى الكف عن التدخل في شؤون دول مجلس التعاون، وقال «لا نتدخل في شؤون الغير ولا نرضى أن يتدخل أحد في شؤوننا وهذه رسالة إلى الجميع، نحن نحترم حسن الجوار»، منبهاً إلى وضوح موقف «التعاون الخليجي» من الملف النووي الإيراني وقضية احتلال الجزر الإماراتية. وعن طائرة التجسس الإيرانية التي أعلنت البحرين رصدها مؤخراً، أكد أن تفاصيلها لم تصله إلى الآن، ولكنها تقع في نطاق التدخلات الإيرانية. من جانبه، قال أمير الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، إن أبناء المجلس يتطلعون إلى رؤية هذا التعاون الخليجي في صيغة الاتحاد مستقبلاً، وأبدى سعادته بحضور حفل أمانة مجلس التعاون في الذكرى ال32 لتأسيسه. الاتحاد مطلب جماعي وفي السياق ذاته، اعتبر وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، تحقيق الاتحاد الخليجي مطلباً وغاية من غايات قادة الدول الأعضاء، وأشار إلى أن هناك لجاناً شُكِّلَت لهذا الأمر، وهي في اجتماعات مستمرة وتستمع إلى وجهات النظر المختلفة للدول الأعضاء. وأضاف «نأمل أن تتوصل هذه اللجان إلى توافق يخدم مصلحة الدول الخليجية ومجلس التعاون، وتحقيق الاتحاد مطلب جماعي يحقق أهدافنا». وحول ملف إيران النووي، قال «نؤيد إيجاد حل سلمي ديبلوماسي لملف إيران النووي، ونحن ندعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق ذلك حفاظاً على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي، وأعتقد أنها مسؤولية دول الخليج بما فيها إيران، فلا تحقيق للأمن والاستقرار إلا بتفاهم وتعاون واحترام متبادل وعدم تدخل في شؤون الطرف الآخر». ودعا وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف إيران إلى الاتجاه للحل السلمي لملفها النووي وفق الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتابع «(…) نسعى إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل بما فيها النووية». وعن الصراع السوري ، قال الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير «علينا أن نرى ما ستنتهي إليه اجتماعات جنيف 2»، مشدداً على ضرورة إيجاد حل سلمي توافقي للنزاع يأخذ بالمطالب المشروعة للمعارضة، على أن يعي النظام أن التدخلات الأجنبية ليست في صالح أحد. ونبَّه إلى تأييد المملكة كل الجهود الرامية إلى وقف العنف والدمار الذي يلحق بالشعب السوري وبنيته التحتية، وأكمل «إذا كانت اجتماعات جنيف المقبلة ستأخذ المطالب المشروعة للمعارضة والشعب السوري بعين الاعتبار فلاشك أن هذه عوامل ستساعد على الحل السلمي، أما الجنوح إلى استخدام القوة والتدخل الخارجي فهو ليس في صالح القضية، وسيزيدها تعقيداً، وسيؤدي إلى حرب أهليه لا سمح الله». في الاتجاه الصحيح من جهته، نبَّه مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود، إلى أنه لا يوجد إقليم آخر في العالم يشترك في الدين واللغة والعرق والثقافة كما هو حال دول الخليج العربي. وأضاف الأمير بندر، الذي اُختير رئيساً فخرياً لمركز التحكيم التجاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن التجانس بين أعضاء مجلس التعاون هو إحدى أدوات إنجاح مبادرة الاتحاد. ورأى أن المبادرة في الاتجاه الصحيح، ودعا المسؤولين على جميع الأصعدة أن يلبوا الطموحات حتى يرى الاتحاد الخليجي النور قريباً. وأكمل «العوائق إجرائية، وتعلمون أن الإجراءات التي تمرّ من خلال الدوائر الحكومية تستغرق وقتاً طويلاً من جهة إلى جهة ومن قسم إلى قسم ومن لجنة إلى لجنة، هذه المعوقات الطبيعية بين الدول ولكن نحن نحثهم على الاستعجال»، مشدداً على أن توحيد العملة الخليجية قطع شوطاً طويلاً. وعن الهزات الطبيعية التي تأثرت بها مدن خليجية مؤخراً، تحدث الأمير بندر عن أهمية اشتراطات السلامة الخاصة بالمفاعلات النووية، ولفت إلى مطالبات دولية بأخذ الاحتياطات المتعلقة بعمل المفاعلات بحيث لا تكون قريبة من كثافة سكانية أو مهددة للبيئة. العلاقات مع واشنطن بدوره، وصف الملحق الإعلامي في سفارة واشنطن في الرياض مفيد الديك، علاقة الولاياتالمتحدة بمجلس التعاون الخليجي سواء كمؤسسة أو كأعضاء، بالمتميزة منذ انطلاقة هذا المجلس قبل 32 عاماً. وشدّد الديك، في تصريحٍ ل«الشرق»، على أن الولاياتالمتحدة داعم رئيس ل«التعاون الخليجي» لأنه يقوم بمهمة في غاية الأهمية سواء من ناحية أمن الدول الأعضاء أو فيما يتعلق بأمن المنطقة بشكلٍ عام. وتوقع تطور العلاقة بين الطرفين في المستقبل في ضوء إدراك الجميع البعد العالمي الذي تتسم به قضايا الأمن الإقليمي، لافتاً إلى بدء حوار استراتيجي بين بلاده ودول مجلس التعاون العام الماضي. الأمير بندر بن سلمان عبد اللطيف الزياني