الحياة عالم دؤوب، وصرخة سير لا تعرف السكون، عجلة عمر تسابق الزمن.. ساعة صاخبة لا تعرف الوقوف، وقلب ينبض للحياة، أعراف الكلمات وتقاليد العبارات، حكايات وروايات، وذكريات تحكي السنوات على تجاعيد وجوه تنغمس في المال حبا جما.. علاقتهم الإنسانية أضحت للمادة والمال هو الشرعية في الحكم على الناس، تناسوا أن للحياة صوتا آخر، ينافي واقعهم الرتيب الجلف.. هناك حيث تهاجر بي ليلة مطيرة لحكايات تروى تحت زخات المطر.. حيث خُيل لي بأن المطر حكاية حكتها لي جدتي ذات مساء.. لثغة تزين حديثها العذب.. يتناهى لأسماعي معزوفات الناي تدغدغ أحضان طبيعة بكر.. ومقطوعةٍ يشدو بها ذاك الراعي عند حافة الوادي. الناي المكسور صداه يملأ الوادي حبورا.. تصادقه جنان وجبال هناك تأخذني «الطفشة» للحماية من الشمس، و»المنديل الأصفر» يهاجربي خلف روايات قهرت المستحيل، وكونت صداقة مع الزمن.. حقول ضاحكة.. وحبات القمح الصفراء على وجه أبي.. خلجات نفسي تزاحمني وتخالني أجيب عن سؤال يلح في أذني وطريقي المتعب! هل مازال في السراج بقية؟! نعم هناك حيث أبي: طيبته ومزارعه ولحافه الدريهمي! ومضة جمال: صوت الرعد والبرق وبساطة قلوب.. نيّات طيبة كسحابة ماطرة.. تغسل قلوباً وعقولاً أرهقها مال، وأنهكها تفكير طويل.. وأقض مضجعها السهاد.. ألا موت يباع فأشتريه!