قال ل «الشرق» مدير إدارة السلامة المرورية في الإدارة العامة للمرور، الدكتور علي الرشيدي، إن نسبة وفيات الحوادث خارج المدن، وعلى الطرق السريعة، تصل إلى 60%، مشيراً إلى أن أغلب الوفيات تحدث قبل الانتقال إلى المستشفى لشدة الإصابات، وأن معظم المتوفين هم من الفئة العمرية الشابة (16- 29) سنة، مضيفاً أن أسباب الحوادث تعود إلى السائق بنسبة 85%، ثم السرعة بنسبة 24.6%، ومخالفة تجاوز الإشارة الحمراء 21%. العقيد علي الرشيدي وقال الرشيدي إن المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية شهدت نمواً كبيراً في عدد السكان، وما يتبع ذلك من أنشطة اقتصادية، ما يعني بلايين الكيلومترات المقطوعة من قبل المركبات التي يزداد عددها بواقع نصف مليون مركبة كل عام، وهذا يشكل عبئاً على الخدمات المرورية، مشيراً إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد أن عدد المتوفين عالمياً حوالي مليون وثلاثمائة ألف كل عام. وأضاف الرشيدي أن نظام الضبط المروري الآلي، بما فيه «ساهر»، أحد الأنظمة الحديثة التي تساعد رجال المرور على إدارة الحركة المرورية بمفهومها الشامل، وقد حققت هذه التقنية قفزات عالية عند تطبيقها في الدول المتقدمة بلغت نسبتها نطاق (60 80)%، وهي تسهم بشكل كبير في ضبط الحركة المرورية، وحققت نتائج إيجابية في المناطق التي طبق فيها نظام الضبط الإلكتروني وصلت إلى نسب عالية، الأمر الذي يعد دافعاً للاستمرار في التوسع في تطبيقها، وتمثلت هذه النتائج في خفض الوفيات والإصابات على الطرق وعند التقاطعات. وأورد الرشيدي إحصائية تشير إلى أن مخالفات تجاوز الإشارة، وتجاوز السرعة النظامية، تمثل ثلث إجمالي المخالفات المرورية، كاشفاً أن تمركز سيارات «ساهر» يحدده مختصون من رجال المرور في الأماكن التي تكثر فيها مخالفات السرعة، وأن الدراسات في الدول المتقدمة أثبتت أن وضع هذه التقنية في أماكن محددة يخلق لدى السائق نمطاً سلوكياً إيجابياً يصبح متأصلاً مع مرور الزمن. ولفت الرشيدي إلى أن الإدارة العامة للمرور تقوم بدراسات تختص بمجال السلامة المرورية، وتمثل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أحد الروافد المساعدة في هذا المجال، ولهذه الغاية تُعقد مؤتمرات وندوات وملتقيات داخل وخارج المملكة يستفيد منها رجال المرور، كما أن لمدينة الملك عبدالعزيز دوراً رائداً من خلال دراسات متخصصة في مجال السلامة المرورية، ومنها الدراسات المقدمة في مؤتمرين عقدتهما الجامعة في هذا المجال، كما أن مدينة تدريب الأمن العام تسهم بشكل دائم في عقد دورات تدريبية مختلفة في مجال العمل المروري من خلال معهد المرور.