كشفت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة هدى العميل، عن نشر الجامعة كتاباً مصوراً مصاحباً للملتقى العلمي عن الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، يضم بعض مقتنيات الأميرة نورة وبعض المعلومات والوثائق التاريخية التي تنتمي إلى عصرها، مؤكدة أنها تمثل نموذجا جميلا لثقافة ذلك العصر وطبيعة الحياة الاجتماعية آنذاك. ونظمت الجامعة الملتقى أمس، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، حيث شارك فيه عدد من الباحثين والباحثات من أصحاب الاختصاص في التاريخ السعودي الحديث بتقديم دراسات وبحوث علمية متخصصة عن الأميرة نورة من خلال المصادر التاريخية المحلية والأجنبية. وأوضحت الدكتورة العميل ل «الشرق» أن هذا الملتقى يهدف إلى إحياء ذكرى الأميرة نورة التي كان لها دور بارز وحيوي في دعم شقيقها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، قبل فتح الرياض وبعده على السواء، مضيفة أن الجامعة يشرفها أن تحمل اسم هذه السيدة المتميزة، وأن تعبر عن فخرها بها بعقد ملتقى علمي يحيي ذكراها، ولتطلع الأجيال الناشئة من الشباب على سيرتها، مشيرة إلى أن الملتقى قد شهد عددا من الأوراق العلمية التي أعدها علماء وعالمات مختصون في التاريخ والأعلام والاجتماع، تتناول حياة الأميرة نورة في جوانب مختلفة بعضها يكشف عنه لأول مرة. من جهة ثانية، قالت المؤرخة والناقدة الدكتورة مها السنان، إن فكرة عقد نشاط مصاحب لملتقى الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الجامعة، وإصدار كتاب مصور لبعض مقتنياتها، وصور لقصرها (قصر الشريعة) في الخرج، وبعض الوثائق المحلية التي أشارت إليها، جاء رغبة من اللجنة المنظمة في إبراز حياة الأميرة من خلال الصورة تحديدا، لا سيما في هذا العصر الذي تحولت فيه ثقافتنا المحلية من التركيز على ثقافة اللغة فقط، إلى الاهتمام بثقافة الصورة، مضيفة أنه ومن جانب آخر كان هناك هدف لتوثيق الملتقى في منتج مختلف، ومن هنا تواصلت رئيسة اللجنة مع عدد من أعضاء هيئة التدريس في كلية التصاميم والفنون للتباحث في أفضل الطرق لإبراز جوانب من حياة سموها، بشكل لم يسبق التركيز عليه، وبعد تدارس الموضوع جاءت فكرة الكتاب المصور، حيث ساهمت عائلة سموها في توفير المادة الثرية وتسهيل مهام العمل مقدرين مثل هذا المُنتج الثقافي. إلى ذلك، ذكرت رئيسة اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتورة دلال الحربي في تصريح ل «الشرق» أن البرنامج العلمي لهذا الملتقى تضمن عدة محاور عن حياة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وإسهاماتها في الحياة الاجتماعية، ومصادر المعلومات عن سيرتها، كما يضم شهادات حول حياة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجوانبها الإنسانية والاجتماعية، ومن المواضيع التي قدمت بواسطة الباحثات النساء المشاركات: نورة بنت عبدالرحمن آل سعود في مرحلتي الأفول وإعادة التأسيس للدكتورة دلال الحربي، وتوظيف الرواية الشفهية في تدوين سيرة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للدكتورة مها آل خشيل، والأميرة نورة بنت عبدالرحمن في المصادر التاريخية للدكتورة هدى العبدالعالي، ولباس وزينة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للدكتورة وسمية العقل، والجانب الإنساني والاجتماعي في سيرة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن (شهادات شفهية) عرضتها وقدمتها سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن والأستاذ راشد بن عساكر. وهدف اللقاء الذي أقيم في مركز المؤتمرات بالجامعة إلى الاحتفاء بالأميرة نورة مع مرور عام على افتتاح مباني جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن رسمياً للدراسة، بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على إطلاق اسمها على جامعة البنات التي وضع حجر الأساس لها في عام 1429ه، وكذلك عرض اللقاء مزيداً من المعلومات التاريخية عن حياتها -يرحمها الله-، وتقديم سموها كنموذج إيجابي للمرأة العاملة الفاعلة في مجتمعها، وإلقاء الضوء على مكانة المرأة في عصرها؛ من خلال توضيح العلاقة التي كانت تربط سموها بشقيقها الملك عبدالعزيز. وتطرق اللقاء إلى عدد من المحاور، هي: حياة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وأعمالها الخيرية والاجتماعية، ومكانة سموها لدى الملك عبدالعزيز، وذلك ضمن أربع جلسات علمية سيلقى خلالها ستة بحوث لعدد من الباحثين والباحثات المتخصصين، وقد شاركت دارة الملك عبدالعزيز في هذا اللقاء من منطلق حرصها على خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وتسليط الضوء على أعلامها، وامتداداً لتعاونها مع الجامعات والهيئات والمراكز العلمية وفقاً للتوجيهات الكريمة من رئيس مجلس إدارة الدارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز. يذكر أن الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من أكثر الشخصيات النسائية ارتباطاً بأخيها المؤسس الملك عبدالعزيز، وبفعل هذا الارتباط نالت شهرة واسعة وبرز دورها مؤثراً في كثير من جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية في عهد الملك عبدالعزيز، ولتلك المكانة في نفس الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده.