رأت مصادر دبلوماسية مغربية أن السفير الفلسطيني في الرباط أحمد صبح، خرق الأعراف الدبلوماسية بعدما وجّه انتقادات إلى لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس. وطالب السفير الفلسطيني بتفعيل دور لجنة القدس لمواجهة خطر تهويد المدينة والخروقات التي ترتكبها إسرائيل، في المقابل رفضت وزارة الخارجية المغربية هذه التصريحات وطالبته بالرحيل عن المغرب، واصفةً إياه بشخصية غير مرغوب فيها. وقالت ذات المصادر إن السفير أحمد صبح أصبح شخصاً غير مرغوب فيه، رغم أن اتصالاتٍ على أعلى مستوى قام بها مسؤول فلسطيني رفيع نجحت في إقناع الرباط بالعدول عن موقفها واحتواء الأزمة وإعادته إلى مكتبه بعد أن كان قد مُنِحَ 48 ساعة لمغادرة المغرب. وتزامنت تصريحات السفير الفلسطيني مع الانتقادات التي وجّهها القيادي في حزب الحرية والعدالة (إخوان مصر) عصام العريان، ومدير إدارة إسرائيل في "الخارجية" المصرية علاء يوسف، لأداء لجنة القدس، ما عدّ تزامناً غير بريء من وجهة النظر المغربية. ووجدت تصريحات صبح، الذي أمضى أربع سنوات في الرباط، صدى في صحف جزائرية رأت فيها مناسبة للهجوم على المغرب، وهو ما أقلق السلطات المغربية التي وجدت نفسها مرغمة على شن حملة إعلامية واسعة لإبراز الدور المغربي تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه الحفاظ على هوية القدس من خلال الذراع المالية المغربية "بيت مال القدس". في سياقٍ متصل، أفادت معلومات أخرى بأن السفير الفلسطيني صبح، المتزوج بإسبانية، لم يحترم السيادة المغربية بعدما تبين أنه كان يعقد لقاءات مع مساندين ل"بوليساريو" الداخل المطالبين بانفصال الصحراء في مطاعم بالرباط، وبيَّنت المعلومات أنه كان يجاهر بمساندته الجبهة الانفصالية، وهو ما يعدّ خطاً أحمر في المغرب. ولم تشهد العلاقات المغربية – الفلسطينية مثل قرار إبعاد السفير الفلسطيني حتى في أوج الخلاف الثنائي عام 1987 عندما قال الملك الراحل الحسن الثاني إنه "سيلطِّخ باب أي مغربي إذا ناصر القضية الفسطينية"، رداً على حضور وفد من جبهة "بوليساريو" مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر. الرباط | بوشعيب النعامي