تربط الرئيس التركي عبدالله غول بالمملكة علاقة خاصة، ففيها قضى ثماني سنوات من العمل كخبير اقتصادي في بنك التنمية الإسلامي بجدة، كان ذلك بين عامي 83 و91 وقبل أن يعود إلى بلاده ويتدرج سياسياً عبر حزب الرفاه ثم الفضيلة ومن بعده التجربة الأنجح «العدالة والتنمية». ولما تولى رئاسة تركيا، عاد غول إلى المملكة، زارها في مطلع عام 2009 وتمتع هو ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان بعلاقات طيبة مع قيادتها. وتزامن وصول غول إلى مقعد رئيس الجمهورية التركية مع بدء مرحلة علاقات جديدة مع المملكة زاد فيها التنسيق السياسي والاقتصادي واتسمت فيها الروابط بين الشعبين السعودي والتركي بالقوة. ويُنظَر إلى غول باعتباره سياسياً ناجحاً على مستوى المنطقة، نظراً للتطور الذي شهدته تركيا خلال المرحلة الأخيرة. وتاريخ غول، الذي حصل على الدكتوراة في تطور العلاقات الاقتصادية من لندن، مع السياسة قديم، فقد شبَّ ليرى والده أحمد حمدي غول عضواً في حزب السلامة الوطني بزعامة نجم الدين أربكان، وعضواً مرشحاً للمجلس النيابي في 1973. وتقول سيرته الذاتية إنه تربى على أفكار الزعيم نجم الدين أربكان، وانضم لحزب الرفاه عند ظهوره، لأنه وجد في أربكان الزعيم الذي يحلم به وفي الرفاه الحزب الذي يُرضي حسه الإسلامي. كما تأثر بعددٍ من الأدباء والشعراء مثل الشاعر جميل مَريتش، والشاعر الراحل نجيب فاضل الذي تربى على يديه جيل مسلم بأكمله في تركيا. وفي مرحلة مبكرة من شبابه انضم لمجموعة أطلق عليها «نادي فكر الشرق الكبير»، كما كان عضواً في «اتحاد الطلاب الأتراك»، حصل على ميدالية شرفية كعضو دائم في المجلس الأوروبي، كما مثّل تركيا في برلمان الدول الأعضاء بحلف الأطلنطي، وطالما عبّر عن دعمه في البرلمان لقضايا دول مسلمة مثل: الجزائر، والبوسنة، والشيشان، ويوصف بأنه أحد مهندسي مشروع حكومة حزب الرفاه «مجموعة الثمانية الاقتصادية الإسلامية». وُلد عبدالله غول في محافظة قيصري في 29 أكتوبر 1950، تخرج في كلية الاقتصاد جامعة إسطنبول عام 1972، ثم حصل على درجة الماجستير، عمل في المملكة من 83 وحتى 1991 في بنك التنمية الإسلامي بجدة كخبير اقتصادي، مما مكّنه من الإلمام بالعربية، وفي عام 1991 حصل على درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد الدولي. وفي نفس العام انتُخِبَ نائباً لحزب الرفاه عن منطقة سكاريا، ومن 1991 حتى 1995 أصبح عضواً في لجنة التخطيط والمالية النيابية، ومن 1995 حتى 2001 عضواً في لجنة الخارجية البرلمانية. بعد حلِّ حزب الرفاه سنة 1999 أصبح عضواً في حزب الفضيلة، وبعد منعه عام 2000 أسس حزب العدالة والتنمية سنة 2001 مع صديقه رجب طيب أردوغان، ودخل البرلمان مجدداً تحت علم الحزب الجديد، وأعيد انتخابه مرة أخرى سنة 2007 بعد الأزمة الدستورية التي حصلت بشأن انتخاب رئيس الجمهورية التي كان مرشحاً لها، وذلك عندما رفض الجيش التركي والأحزاب العلمانية ترشحه لمنصب الرئاسة، لكنه انتُخب رئيساً لتركيا في 28 أغسطس 2007، وذلك في الجولة الثالثة للتصويت، وبعد حصوله على أكثر من نصف أصوات البرلمان كما نص عليه الدستور.