حينما أصدرت المحكمة الدستورية التركية قرارها باستمرار الولاية الرئاسية للرئيس التركي عبدالله جول لمدة 7 سنوات وبإمكانية ترشحه لولاية رئاسية ثانية فانها قررت ذلك بأغلبية الأصوات لأن استمرار الولاية الرئاسية الحالية للرئيس التركي جول لمدة 7 سنوات لا يخالف الدستور التركي باعتباره انتُخب رئيسا للجمهورية التركية قبل عام 2007 وهو العام الذي تم تعديل الدستور فيه بحيث تكون الولاية الرئاسية 5 سنوات مع عدم السماح للرئيس المنتخب سابقا بالترشح مرة ثانية لمنصب الرئاسة. في حياة القادة والسياسيين مواقف واسرار غيرت من مجرى حياتهم بعض هذه المواقف نال فيها السياسي من التأنيب والقهر والبعد ما لم ينله غيره لكنه استطاع أن يتجاوز المحن والصعاب ويقف على القمة ليقول لخصومه قبل أنصاره اننا وحدة وأحدة ولا يمكن أن نفترق حتى وان اختلفنا في الافكار والرؤى. وان كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واحدا ممن تجاوزوا تلك المصاعب بقوة وعزيمة فان رفيق دربه الرئيس التركي عبدالله جول لم يكن ببعيد عما تعرض له زميله. وعبدالله أحمد حمدي غول كما يطلق عليه الاتراك من مواليد محافظة قيصري وهي من المحافظات المشهورة بتمسكها بالعادات والتقاليد الإسلامية اذ كانت أحد أهم مراكز الثقافة الإسلامية القديمة وذاع صيتها أيام الدولة السلجوقية (1071 - 1299م). عمل والده أحمد حمدي غول في مصنع للطائرات بمحافظة قيصري لكن ابنه عبدالله اتجه بعد انتهائه من التعليم الابتدائي بمدرسة غازي باشا، والثانوي بمدرسة الأئمة والخطباء، تخرج في كلية الاقتصاد جامعة إسطنبول عام 1972 ثم حصل على درجة الماجستير، وذهب بين 76-1978 لجامعة لندن لجمع المادة العلمية اللازمة لرسالة الدكتوراه؛ مما مكنه من إجادة الإنجليزية تماما. وحصل على درجة الدكتوراه في موضوع تطور العلاقات الاقتصادية. عمل بعد عودته من إنجلترا مدرسا للاقتصاد بقسم الهندسة الصناعية بجامعة سكاريا في شمال تركيا على البحر الأسود، لكنه ما لبث في 1980 أن ألقي القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية، وفقا لتعليمات الجنرال كنعان إيفرن بتهمة الانتماء لمجموعة “السنجق"، وبينما كان في الأيام الأولى لزواجه من “خير النساء" فإنه كان يقضي عدة أشهر بسجن “متريس" الشهير في إسطنبول. وعمل في البنك الاسلامي للتنمية خلال الفترة من 1983 1991 م بجدة كخبير اقتصادي ، مما مكنه من الإلمام بالعربية ، وفي عام 1991 حصل على درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد الدولي. “ وفي نفس العام أي سنة 1991 انتخب نائبًا لحزب الرفاه عن منطقة سكاريا. ومن 1991 حتى 1995 أصبح عضواً في لجنة التخطيط والمالية النيابية ومن 1995 حتى 2001 عضواً في لجنة الخارجية البرلمانية. بعد حل حزب الرفاه سنة 1999 أصبح عضوًا في حزب الفضيلة وبعد منع حزب الفضيلة التركي بعام 2000 أسس حزب العدالة والتنمية سنة 2001 مع صديقه رجب طيب أردوغان ودخل البرلمان مجددًا تحت علم الحزب الجديد وأعيد انتخابه مرة أخرى سنة 2007 بعد الأزمة الدستورية التي حصلت بشأن انتخاب رئيس الجمهورية والتي كان مرشحاً لها وذلك عندما رفض الجيش التركي والأحزاب العلمانية ترشحه لمنصب الرئاسة. لكنه انتخب رئيساً لتركيا في 28 أغسطس 2007 وذلك في الجولة الثالثة للتصويت وبعد حصوله على أكثر من نصف أصوات البرلمان كما نص عليه الدستور." وعبدالله جول “شخصية ذواقة للشعر والأدب وظهر تأثير عدد من الشعراء عليه منهم الشاعر الراحل نجيب فاضل الذي تربى على يديه جيل مسلم بأكمله في تركيا “.