شهدت العاصمة السودانية، الخرطوم، خلال ال 48 ساعة الماضية تحركات عسكرية لافتة، وانتشر رجال الشرطة والقوات النظامية في معظم تقاطعاتها وفي الأحياء الطرفية عقب تسرب شائعات بهجوم محتمل على الخرطوم من قِبَل المتمردين. لكن والي الخرطوم، عبدالرحمن الخضر، بث تطمينات قوية بشأن الأمن للمواطنين، وأكد أن الخرطوم مؤمَّنة ولن يستطيع أي متمرد دخولها. وكانت الجبهة الثورية (تحالف عسكري متمرد) شنت هجوماً واسعاً في إبريل الماضي على عدة مناطق في العمق السوداني وكبَّدت القوات الحكومية خسائر وصفت بغير المسبوقة. من جانبهم، تبارى عددٌ من المسؤولين الحكوميين أمس في إرسال التهديدات للجبهة الثورية وقياداتها في الداخل والخارج متوعدين بالحسم الكامل واستئصالها من البؤر التي تسيطر عليها كافة. وهدد والي الخرطوم الجبهة الثورية بالضرب بيدٍ من حديد حال فكرت في اقتحام العاصمة وكرر بث التطمينات بأن الخرطوم آمنة وأن الحكومة لا تخشى تهديدات المتمردين، وأعلن استعداد الحكومة للتفاوض مع كل من يضع السلاح. وقال الخضر، لدى مخاطبته وداع قافلة «الجسد الواحد» التي سيَّرتها قواعد المؤتمر الوطني الحاكم في الولاية للمناطق المتأثرة بالحرب في شمال كردفان، أن الحكومة لم تنفق شيئا على القافلة، واعتبرها دعما من مواطني الولاية لإخوانهم في شمال كردفان «الذين أخرجهم السفهاء من ديارهم بغير حق»، حسب تعبيره. غير أن رئيس البرلمان، أحمد إبراهيم الطاهر، الذي توعد في حديثٍ سابق قيادة الجبهة الثورية بالقتل واحداً تلو الآخر، ذهب هذه المرة بعيدا معلناً أن السودان لن يجمعهم سوياً مع متمردي الجبهة الثورية. وتابع «إن البلد لن تسعنا نحن والمتمردين، إما نكون نحن في السودان أو هم»، وقطع بأن لا تعايش مع الحركات المسلحة. في السياق ذاته، من المنتظر أن يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة المقبلة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور انعقاد الدورة ال 21 لقمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية والاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيسه. ويُتوقَّع أن يُعقَد على هامش القمة التي ستناقش عملية السلام بين السودان ودولة الجنوب اجتماع بين الرئيس البشير وسلفاكير لبحث الاتهامات الأخيرة المتبادلة بين البلدين.