توقفت منذ سنوات عن متابعة البرامج الحوارية الرياضية وكذلك البرامج الشعبية وبرامج الواقع، إلا ما يصلني من مقاطع عابرة في برامج التواصل الاجتماعي تزيدني قناعة بصواب قراري ! لكن الفضول الصحفي يدفعني لتتبع أسباب بعض القرارات الصادرة من الجهات الرقابية الإعلامية تجاه بعض مقدمي وضيوف هذه البرامج، فأجد شطحات لا يمكن إلا أن تعبر عن ضعف معايير إعداد وتقديم واختيار ضيوف هذه البرامج، وهي مسؤولية تقع في المقام الأول على إدارات القنوات التي تبث هذه البرامج من أجل الحصول على أعلى نسب المشاهدات وجذب الإعلانات، وهو ثمن رخيص مقابل قيم المهنة وسلام المجتمع ! في الحقيقة من حقي كمشاهد أن تكون البرامج الرياضية والشعبية وجميع البرامج بمستوى عال من المهنية والاحترافية والرقي، واضطراري للامتناع عن المشاهدة هو اعتداء على حقي كمشاهد وعضو في المجتمع، فمن يسمحون لهذه البرامج ومقدميها وضيوفها بالبحث عن الإثارة السلبية المدمرة لمعايير المهنة والتفاهة والسفاهة والعصبية المدمرة لقيم المجتمع ووحدته هم في واقع الأمر معتدون على حقوق المشاهدين وأفراد المجتمع، خاصة وأن شاشات بثهم مفتوحة وليست مشفرة وبالتالي يجب الالتزام بمعايير مهنية وأخلاقية صارمة ! تدخل هيئة الإعلام وغيرها من الجهات المختصة لمحاسبة المتجاوزين يسهم بلا شك في ردع الاستمرار في هذه التجاوزات المخالفة لنظام الإعلام، والحزم في مواجهة المتجاوزين وحده سيخلق بيئة إعلامية محصنة ضد المخالفات، ولا يردع المخالفين والمنفلتين سوى حزم القانون وتطبيق عقوباته ! أحياناً عندما أشاهد مقطعاً سلبياً في برنامج رياضي أو شعبي أو واقع، أتعجب من حجم السفاهة والتفاهة التي تنضح بها دون حسيب أو رقيب رغم أثرها المدمر للمجتمع، وأعجب أكثر عندما أجد أشخاصاً تشغلهم المناكفات والعصبية دون أن يمنحهم تعليمهم المعرفة أو تمنحهم سنين العمر الحكمة ! باختصار.. هناك صفات يجب أن يتصف بها، وحدود يجب أن يتوقف عندها، كل من يضع نفسه في موقع مخاطبة المجتمع !