أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن حكومته ستواصل التفاوض مع «الحركة الشعبية - الشمال» على رغم هجوم المتمردين على مناطق في ولاية شمال كردفان المتاخمة لولاية الخرطوم. وأكد البشير خلال استقباله رئيس «الحركة الشعبية - تيار السلام» دانيال كودي حرص حكومته على تحقيق السلام في البلاد باعتباره خياراً استراتيجياً للدولة. وقال كودي في تصريحات إنه أطلع البشير على مسار التفاوض الأخير مع «الحركة الشعبية - الشمال» في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ورؤية حزبه في شأن خطوات السلام. وقال إنه والبشير يؤمنان بأن السلام هو الخيار الأفضل للسودان. وأشار إلى أنه ناقش مع البشير تداعيات هجوم تحالف متمردي «الجبهة الثورية» على ولاية شمال كردفان (وجنوب كردفان أيضاً). واستنكر ما وصفه ب «الهجوم على الأبرياء» في الولايتين، ووصفه بالفاشل لاستهدافه المناطق الآمنة. وذكرت تقارير أن الإدارة الأميركية دعت كبير مفاوضي الحكومة السودانية مع «الحركة الشعبية - الشمال» إبراهيم غندور إلى زيارة واشنطن خلال الأيام المقبلة لعقد لقاء مع رئيس «الحركة الشعبية - الشمال» مالك عقار. وكشفت أن واشنطن ترتب لزيارة غندور لتتزامن مع زيارة مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع إلى العاصمة الأميركية حيث يشمل الوفد غندور، لكن وفد حكومة السودان أبدى عدم حماسته للمبادرة لأنها «تشتت» الجهود مؤكداً أن الحكومة ملتزمة الوساطة الأفريقية. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم تلقى دعوة أميركية لزيارة قياداته إلى واشنطن لإجراء حوار مع إدارة باراك أوباما في شأن القضايا التي تبطئ تطبيع العلاقات بين البلدين. وفي السياق ذاته دعا تحالف المعارضة السودانية الخرطوم ومتمردي «الجبهة الثورية» إلى وقف فوري للنار في ولايتي جنوب كردفان وشمالها ل «قطع الطريق أمام نشوب حرب أهلية عنصرية». وقال الناطق باسم التحالف، كمال عمر، في مؤتمر صحافي: «على الحكومة والجبهة الثورية وقف التصعيد والتصعيد المضاد فوراً، لتدارك التداعيات الإنسانية الخطيرة التي لحقت بالمواطنين، وقطع الطريق أمام نشوب حرب أهلية عنصرية بدأت نذرها تتضح خلال الأيام الماضية». وأضاف أن «على كل الأطراف وعلى رأسها النظام إبراز نيات صادقة لحل الأزمة السودانية عبر حوار يشمل كل القوى الوطنية، ويعالج كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية». وتابع قائلاً «إن الحوار يجب أن يفضي إلى وضع انتقالي يرسخ مبادئ السلام والعدالة والتقدم ويجانب (يبتعد عن) الحلول الجزئية والثنائية التي تعمل على تجزئة الأزمة الوطنية الشاملة». إلى ذلك، تجددت الاشتباكات القبلية في ولاية جنوب دارفور بين قبيلتي القمر والبني هلبة ما أدى إلى مقتل وإصابة 112 شخصاً من القبيلتين. وكشف عضو لجنة المصالحة بين القبيلتين إبراهيم الرهيد أن حصيلة القتلى في المعارك القبلية الدامية من طرف البني هلبة بلغت حتى أمس 32 قتيلاً و50 جريحاً، فيما قال ممثل محلية كتيلا في البرلمان عبدالرحمن حمدنا الله إن حصيلة قتلى قبيلة القمر 30 ويجري حصر أعداد الجرحى. ووفق ممثل دائرة كتيلا، فقد أدت المعارك إلى حرق عدد من القرى بكاملها ونزوح الآلاف إلى رئاسة المحلية، وانتقد أداء حكومة الولاية، وقال إنها تقف «متفرجة» على الأحداث. وفي شمال دارفور انهارت بئر للتنقيب عن الذهب على 60 شخصاً في منطقة جبل عامر بمحافظة السريف في ولاية شمال دارفور. وقال محافظ المحلية هارون الحسين جامع إن انهيار الأرض يتجدد كلما تم الحفر لانتشال المفقودين. وذكر المحافظ في تصريح أمس أن ثلاثة أيام مضت على انهيار البئر على المنقبين دون إخراجهم ولم يعرف حتى الآن ما إذا كانوا أحياء أم ماتوا جراء الانهيار، لكنه أكد أن جهوداً تُجرى لإنقاذ المفقودين أو إخراج جثثهم، مشيراً إلى خطورة حفريات التنقيب في جبل عامر الأمر الذي قد يودي بحياة آخرين. وكانت منطقة جبل عامر شهدت في كانون الثاني (يناير) الماضي أعمال عنف بين المنقبين أودت بحياة العشرات ما أدى إلى إغلاق السلطات المكان إلى حين تسوية الأوضاع، إلا أن مجموعات من المنقبين عادت للعمل بالمنطقة على رغم ما يشكل ذلك من تهديد لحياتهم.