وجَّه زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي في تونس، أبوعياض، رسالة صوتية عبر الإنترنت أمس إلى أفراد التنظيم ومؤيديه أسوةً بقائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وقال في رسالته «إن أنصاره لن يُهزَموا رغم مطاردة قياداتهم». وتأتي الرسالة عقب يوم من المواجهات العنيفة أمس الأول، الأحد، بين متشددين وعناصر أمنية في العاصمة تونس ومدينة القيروان بعد إصرار الحكومة على إلغاء تجمع «أنصار الشريعة» السنوي لعدم حصول التنظيم على ترخيص رسمي، وبدت الرسالة مؤشراً على نية الجهاديين مواصلة تحديهم الحكومة التي يقودها حزب إسلامي. وخاطب أبوعياض أنصاره قائلاً «تمنيت أن أكون بينكم في هذه اللحظات التي تسطرون فيها بعزمكم وإصراركم وتوكلكم صفحة مشرقة من تاريخ أمتنا». وسَخِر زعيم «أنصار الشريعة»، المطلوب للعدالة على خلفية اتهامه بالتورط في أعمال عنف العام الماضي، من تعامل وزارة الداخلية مع التنظيم، وقال «برقيتي إلى الطواغيت (حكومة النهضة): علَّمنا ديننا أن نشكر من يستحق الشكر، وأنتم اليوم أحق الناس بالشكر، لقد ارتكبتم من الحماقات ما كان سبباً لنشر دعوتنا وإغنائنا عن الإشهار لملتقانا، فشكراً على الحماقة»، مشدداً على «أننا لن ننسى أسرانا في سجون حركة النهضة، ولن نتخلى عنهم». من جانبه، دعا حزب جبهة الإصلاح السلفي إلى إقالة وزير الداخلية، لطفي بن جدو، واتهمه بالتورط في استهداف التيارات السلفية على غرار ما كان يفعله النظام التونسي السابق، الذي كان يتّبع سياسة اجتثاث السلفيين. وندد الحزب في بيانٍ أصدره أمس الإثنين بما سمّاه موجة العنف الموجهة من طرف قوات الأمن تجاه السلفيين، مبدياً تمسكه بحقهم في النشاط والاتصال بأفراد الشعب كغيرهم من الأحزاب ومكونات المجتمع المدني. وفي أول ردة فعلٍ رسمية على ما جرى أمس الأول من مواجهات، اتهم رئيس الوزراء التونسي، علي العريض، تنظيم «أنصار الشريعة» الذي اشتبك مع قوات الأمن، بممارسة الإرهاب. ورأى العريض، في تصريحٍ على هامش زيارته إلى قطر، أن «أنصار الشريعة» غير قانوني وله علاقة بالإرهاب وضالع فيه. وكان الأحد شهد احتجاجات في القيروان (وسط البلاد) بعد منع الأمن تجمع «أنصار الشريعة»، كما وقعت مواجهات في حي التضامن في العاصمة. وحاصرت «الداخلية» محيط جامع عقبة بن نافع في القيروان باعتبار أنه المكان المخصص للتجمع الجهادي، ووقعت مواجهات في هذا المحيط، واستعمل الأمن القنابل المسيلة للدموع، وأسفرت حصيلة المواجهات عن وفاة مواطن وإصابة 11 شرطياً وثلاثة متظاهرين. وبدت العاصمة أمس في حالة استنفار، وسجلت نواحيها انتشاراً أمنياً مكثفاً تحسباً لردات فعل انتقامية من جانب «أنصار الشريعة»، ويتوقع التونسيون أن تشهد الساعات المقبلة مستجدات في ظل حزم الطرف الرسمي وتصعيد المجموعة السلفية التي لا تعترف بقوانين الدولة وإجراءاتها الإدارية والترتيبية. مواجهات عنيفة الأحد.. وتونسي يركل قنبلة مسيلة للدموع (الشرق) شرطيان في القيروان في حالة تأهب .. ومصاب يعاين إصابته .. واستنفار أمني لمنع تجدد المواجهات عنصر أمني يصوب بندقيته خلال الأحداث