توقع خبيران أن تؤدي الإجراءات الجديدة لهيئة السوق المالية، إلى زيادة الشفافية والثقة في السوق ورفع مستوى حماية المستثمرين من التلاعبات والمضاربات، كما ستعمل على الفصل بين الشركات ذات الأداء القوي والأخرى الضعيفة. وقد أطلقت الهيئة استطلاعين للرأي بشأن قرارات من شأنها كبح جماح المضاربين في أكبر سوق للأسهم بالشرق الأوسط. وبدأت الأحد الماضي استطلاع الآراء بشأن قواعد جديدة مقترحة للتعامل مع الشركات التي تتجاوز خسائرها 50 % من رأس المال فيما قدمت اقتراحا بتعديل آلية احتساب سعر الإغلاق لتكون وفقا لمتوسط سعر الصفقات وليس حسب سعر آخر صفقة المعمول به حاليا. ويسيطر المتعاملون الأفراد على 93 % من التداولات اليومية في السوق التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 400 مليار دولار. ويتسبب تركيز معظم الأفراد على المكاسب السريعة والأسهم الرخيصة التي يسهل السيطرة عليها في تذبذب الأسعار في السوق وسحب السيولة من الأسهم القيادية التي تستحق تقييما أكبر، الأمر الذي يضر بدور السوق كمصدر مستقر لاستثمارات الشركات. وقال مدير صناديق الاستثمار هشام تفاحة»، إن البعض يربط تراجع السوق بقرارات هيئة السوق المالية الأخيرة لكني لا أرى كذلك. وأضاف أنه من الخطأ الربط بين تلك القرارات والتراجع لأنه يعطي مؤشرا أن ذلك لا يصب في مصلحة المستثمرين والعكس هو الصحيح، إذ إن الهدف هو زيادة كفاءة السوق وترسيخ مبدأ الاستثمار طويل الأجل وتخفيض نزعة مخاطر المضاربة. وأشار إلى أن المستويات الحالية للسوق باتت مغرية للشراء وبالأخص عند الاقتراب من الحاجز النفسي الواقع عند 7100 نقطة، لافتا إلى أن احتمالية الارتداد كبيرة جدا إذا ما أخذنا في الاعتبار تأخر السوق السعودية باللحاق بركب الأسواق الإقليمية والعالمية التي تشهد اندفاعا إيجابيا من المستثمرين. وتوقع أنه في أضعف الأحوال سيرتد المؤشر إلى 7200 – 7250 نقطة خلال الأيام المقبلة، من جهته عزا رئيس الأبحاث والمشورة لدى البلاد للاستثمار تركي فدعق، التراجعات التي شهدتها السوق هذا الأسبوع، إلى أسباب من بينها مخاوف المستثمرين بشأن قرارات الهيئة، الأمر الذي تسبب في عمليات جني أرباح يراها مفيدة على المدى المتوسط والبعيد. وقال إن جزءا كبيرا من المستثمرين الأفراد يركز على قطاع التأمين الذي يضم ثلاث شركات تتجاوز خسائرها 50 %من رأس المال…لكن مع ذلك لم يكن للشركات التي تراجعت تأثير قوي لصغر وزنها على المؤشر. وأضاف أن السوق استوعبت تلك المخاوف بالفعل، وجني الأرباح على المدى المتوسط والبعيد يعد أمرا إيجابيا للسوق وسيدفعه لزخم أكبر. وتوقع فدعق مسارا أفقيا مائلا للصعود يدور بين 7050 و7240 نقطة خلال تداولات الأسبوع المقبل.