يا ترى هل سيتغير شطر البيت أعلاه الذي لم يسعفني قلمي لأكمل شطره الآخر.. ليصبح بعد التغيير – أنت الخميس وكلهم ليلة الأحد – وهذا التغيير المزعم والمرغوب فيه بأن يحل يوم الخميس محل يوم الأربعاء ليكون الخميس هو آخر يوم دوام في الأسبوع، ويكون يوم الجمعة بداية عطلة الأسبوع وبذلك يكون يوما الجمعة والسبت هما يوما الراحة والاسترخاء للعاملين الموظفين في القطاع الحكومي والخاص أسوة بالنظام المُتبع في العالم أجمع!!. وقد يرى كثير منكم أن تغيير يومي العطلة (إن غيرا واستبدلا) في بلادنا الغالية أنه تغيير ليس منه ضرر ولاضرار.. بل إنني أرى أنه الضرر والضرار (بشحمه ولحمه المسموم لنا) لكي ننجرف خلف التيار العالمي الذي ضرره لنا كمسلمين أكثر من نفعه.. وإنني من هذا المنبر الإعلامي أنادي وأطالب المسؤولين عن ذلك التغيير المشين ليومي عطلتنا؟ أطالبهم بألا يستبدلوا أيام عطلتنا بل ويبقونها على ماهي عليه من أجل ألا نفرق الجماعة عن الجمعة ومن أجل أن نسترخي كعادتنا في يوم جمعتنا الذي نجتمع فيه مع أحبتنا ومع أصدقائنا وفيه صلة لأرحامنا. وإن تم ذلك التغيير سيفقد يوم الجمعة أهميته عند كثير من الناس، وكذلك سوف يتغيب كثير من المسلمين عن صلاة الجمعة بحجة التعب من السفر للطلاب والموظفين البعيدين عن أسرهم ووصولهم إلى أهاليهم ليلة الجمعة حيث يكونون منهكين من عناء ومشقة السفر في يوم الخميس الذي يتطلب منهم أن يصحوا مبكرين للاستعداد والذهاب لصلاة الجمعة.. وكذلك عدم الحضور في المدينة يوم الجمعة بسبب الخروج للتنزه والرحلات البرية والبحرية من يوم الخميس ماقبل الجمعة – كذلك عدم التهيئة للحضور لصلاة الجمعة مثل ما كنا نستعد له الآن بكل أريحية لأن يوم الجمعة يعتبر بالنسبة لنا الهدوء الذي يسبق عاصفة وأعباء العمل في اليوم التالي له) كذلك لاننسى أن أكثر المحتسبين للأجر والثواب من الله عز وجل يصومون يوم الخميس اقتداء بسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وسوف يجدون في صيامه صعوبة بالغة عليهم وأخص الموظفين والطلاب منهم، وسوف يقل عدد الصائمين في هذا اليوم المبارك الذي ترفع فيه الأعمال لله عز وجل… وحتى لو أردنا ربط أيام العمل الرسمي والعطل لدينا وكذلك ربط اقتصادنا و(بترولنا المُبارك) مع العالم دون ذلك الربط والتوافق معهم في ذلك الخصوص ما ضرنا ذلك بمثقال برميل واحد والعالم غير المسلم – لهم دينهم ولنا ديننا – كما أنهم لايستشعرون يوم الجمعة مثلنا كمسلمين حيث نستقبله ونستشعره كيوم فضيل نطبق فيه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بروحانية المكان والزمان.. وفضل هذا اليوم الذي خلق الله فيه أبانا آدم عليه السلام وفي آخر نهاره ساعة لسماع نجوانا واستجابة دعائنا من ربنا العظيم.