رعى أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مساء أمس حفل تدشين دورات الأمن الفكري التي تنظمها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. بحضور الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، ورئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض الشيخ صلاح السعيد، ووكلاء الرئاسة ومديري فروع الهيئة في مناطق المملكة. وفي بداية الحفل ألقى عضو وحدة الأمن الفكري الدكتور يوسف بن محمد السعيد كلمة أكد فيها أن من نعم الله علينا في هذه البلاد المباركة أن سخر لنا قيادة حكيمة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، تعمل على ما أوجب الله عليها وتدعو إليه، مبيناً أن هذه الدورة التي تعزز الأمن الفكري ما هي إلا مقدمة من أعمال كثيرة ومناشط عديدة يقوم عليها نخبة من أصحاب الفضيلة. وألقى الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلمة أوضح فيها أن المملكة تأسست على أعظم ركيزة للأمن، ألا وهي التوحيد الخالص لله، المنافي للشرك بجميع أنواعه وصوره، مؤكداً أن التوحيد أعظم أنواع العدل والشرك أعظم أنواع الظلم. وأفاد أن الإسلام هو دين العدل المطلق، وبتطبيق شعائره يكون العدل، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الدورة هو الوقاية من الانحرافات العقدية والشبهات التي تُبث للتفريق بين الأمة وما قامت عليه من عقيدة. إثر ذلك، ألقى الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز كلمة أوضح فيها أنه انطلاقاً من حرص هذه الدولة المباركة -أعزها الله- على تحقيق الأمن بمفهومه الشامل، والحفاظ على أمن المجتمع الفكري، فقد عملت جاهدة في معالجة هذا الموضوع المهم معالجة علمية موضوعية من خلال طرحه للمناقشة والحوار في مناسبات متعددة، وفي مواقع مختلفة؛ لأجل التأكيد على ضرورة التمسك بالثوابت الشرعية القائمة على الكتاب والسنة، والحفاظ على الهوية الوطنية والإخلاص للدين ولولي الأمر والوطن. وقال: لاشك أن الأمن الفكري يعد مطلباً مهماً من المطالب الأساسية لاستقرار الشعوب والمجتمعات الإسلامية، فصيانة عقول أفراد المجتمع من أي انحراف فكري أو عقدي أو أخلاقي ضرورة مهمة لضمان أمن المجتمع واستقراره، مؤكداً على دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الرئيسي في ترسيخ الأمن بمفهومه الشامل، والمساهمة بقدر كبير في معالجة مظاهر الانحراف في المجتمع التي من أهمها الانحراف الفكري. وأشاد الأمير خالد بن بندر بدور الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عمل الدورات التي تعزز الأمن الفكري، مشيراً إلى أن هذا يأتي امتدادًا لجهودها الطيبة للمساهمة في تعزيز الأمن في هذا الوطن الغالي وقيادته التي اتخذت الكتاب والسنة دستورًا ومنهجاً لحياتها منذ نشأتها. وبين نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز لوسائل الإعلام أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين منعت كثيرا من الأفكار المنحرفة من خارج المملكة لحماية الأمن الفكري لشباب الوطن. وأضاف: الحمد لله، المؤتمر وضح أشياء وخطوات كثيرة وجبارة وقوية في مجال الأمن الفكري، والإخوان في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلوا وثبتوا وعززوا هذا الفكر الصحيح والسليم، وما تقوم به الهيئة في حماية الشباب من الانحراف في الفكر ماهو إلا دليل كبير على دور الهيئة في حماية المجتمع، ولكن هناك كثيرا من حاول أن يغالط أدوار الهيئة ويشوه سمعتها، ولكن السمعة الحقيقة التي تتمتع بها الهيئة منطلقة من الدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة، والمفروض ألا نستمع إلى أي كلمة تحاول التشكيك والتقليل من واجبات رجال الهيئة. بدوره، قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ قامت بلادنا -ولله الحمد- على شريعة الإسلام ودستورها القرآن والسنة النبوية المطهرة وعقيدتها التوحيد الصافي من الشوائب، ومن هذا المنطلق تعد المملكة من أعظم البلاد وأهمها من أجل تحقيق الأمن الفكري من خلال أبناء الوطن الذين هم -ولله الحمد- جميعهم مسلمون وينتمون إلى هذا الوطن، وقاموا جميعاً ببناء هذا الوطن تحت قيادة الملك المؤسس، وأبنائه – حفظهم الله – حيث قاموا ببناء الوطن من خلال مايقدمونه في شتى السبل من أجل إقامة وطن آمن ومستقر، وينعمون بخيراته وأمنه واستقراره. وأضاف: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريحة من شرائح المجتمع، ومؤسسة من مؤسسات الدولة تقوم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لجميع أبناء هذا الوطن، ولأجل ذلك هناك تعاون مثمر وبناء بين الهيئة وجميع الأجهزة الأمنية وكافة شرائح المجتمع، وبالنسبة لهذه الدورات بدأت، وتعميمها على مناطق المملكة سيكون قريباً لأننا نراعي أولاً أخذ المواعيد المناسبة من أصحاب السمو الملكي الأمراء حسب ظروفهم، ولا نريد أن تقام في منطقة إلا بحضور وتشريف الحاكم الإداري لكل منطقة حتى تأخذ طابعها الذي يرقى إلى مستوى ما يراد به من هذه الدورات التي تهدف إلى تعزيز الأمن الفكري لمنسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتزويدهم بالعلوم النافعة حتى يستطيعوا أن يتعاملوا مع الآخرين من خلال فهمهم وإدراكم لأهمية تحصين الفكر من جميع الملوثات والضلالات والشبهات التي توضع الآن ويكثر طرحها من بعض أصحاب الأهداف التي تقصد النيل من أمن هذا الوطن واستقراره، وقبل هذا وبعد، أيضا تقصد النيل من ديننا من خلال ما يطرحونه من شبهات مريبة لزرع بوادر الشر بين جميع أبناء الوطن، ولاستهداف مقدراته ومصالحه من خلال السعي الحثيث للتشكيك في علمائنا ومن خلال التشكيك في مسؤولينا ومن خلال إحباط نفوس الناشئة والبسطاء من الناس، ولكن الحمد لله ماتنعم به المملكة من أمن واستقرار مانعشية من رغد العيش، لا أعتقد أن أحدا يريد غير هذا الأمن والاستقرار إلا من يريد إبدالها بشيء مما يدور في البلاد المجاورة من إزهاق للأنفس، وانتهاك للأعراض، وتدمير للأملاك والمقدرات وتشتيت للأسر، وما نراه الآن من مناظر تدمي القلب، وليس لنا خيار سوى أن نكون كما أراد الله سبحانه وتعالي أن نكون خير أمة أخرجت للناس، وأن نتمسك بأمننا واستقرارنا، وأن نعلم أن هذا الأمن والاستقرار لا يكون إلا بتكاتف جميع أبناء الوطن، وأن محاولة رد جميع السذج ودعاة الضلالة ولا نلقي لهم بالاً. وتابع: نحن الآن نستفيد من خدمات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من خلال كبار الأستاذة فيها والعلماء ونقوم بالعمل المناسب الذي يتواكب مع أهمية الأمن الفكري وتعزيزه، وهذا العمل لم تقم به الرئاسة وحدها، وإنما بمساعدة من خبرات في جامعة الإمام وغيرها. ونحن جزء من عدة دوائر في الدولة، وكل يقوم بما يخصه من دور؛ فإذا كانت هناك منكرات ظاهرة وأخلاقية أو أمر يمس أمن هذا الوطن يجب أن يتصل بالدائرة التي تخص ذلك الأمر وجميع الدوائر مشتركة في حماية الوطن. والتويتر – سلمك الله – صار سبورة من لا سبورة له، ومن يجعل التويتر دليلاً له فقد خسر الدنيا والآخرة. خلال الحفل – تصوير سامي اليوسف درع تذكارية الرياض | تصوير سامي اليوسف | نايف الحمري يوسف الكهفي