صرح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ، أن الإدارة الأميركية الحالية ، تتعاطى بحذر مع الملف السوري بعد الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن عند غزو العراق واحتلاله عام 2003. وقال بايدن في مقابلة نشرتها مجلة "رولينغ ستون" نصف الشهرية الخميس ، أن فريق الرئيس باراك أوباما عمل على إصلاح صورة الولاياتالمتحدة في العالم. وأضاف "لا نريد تخريب كل شيء مثلما فعلت الإدارة السابقة في العراق بحديثها عن +أسلحة دمار شامل+". وكانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش ، اتهمت بغداد بامتلاك أسلحة دمار شامل ، واجتاحت العراق عام 2003 بذريعة وجود مثل هذه الأسلحة التي لم يتم العثور على أثر لها بعد سقوط نظام صدام حسين. و قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا الاثنين ، أنها لم تتوصل إلى نتائج قاطعة تثبت استخدام أي من طرفي النزاع في سوريا أسلحة كيميائية، بعد أن أعربت عضو اللجنة كارلا ديل بونتي عن "شكوك قوية" باستخدام مقاتلي المعارضة السورية لغاز السارين. وذكرت الإدارة الأميركية للمرة الأولى قبل أسبوعين ، أن النظام السوري استخدم على الأرجح أسلحة كيميائية ضد شعبه ، غير أن أوباما شدد على أن الأدلة غير كافية لاثبات ما إذا كانت دمشق تخطت فعلاً "الخط الأحمر". وقال بايدن. "نعلم أنه تم العثور على آثار لما هو على الأرجح أسلحة كيميائية"، مضيفاً "ما لا نعرفه حتى الآن ، وما نبذل كل الجهود للتقصي بشأنه، هو ما إذا كانت أطلقت عرضاً في تبادل إطلاق نار أو إطلاق صواريخ، أو تم تفجيرها أو شيء من هذا القبيل". وشدد على ، أنه من غير الواضح في الوقت الراهن من هي الجهة التي كانت تمتلك هذه الأسلحة واستخدمتها وفي أي توقيت. وأضاف "لا نعرف بشكل مؤكد ما إذا تم استخدامها من قبل فصائل من المعارضة، بمن فيهم المتطرفون الذين أعلنوا انتماءهم للقاعدة". وتابع "من المرجح أن يكون النظام هو الذي استخدمها لكننا لا نعرف ذلك بشكل مؤكد". وأشار إلى أنه حين يتم التحقق من استخدام الأسلحة الكيميائية ، فإن أوباما سيصدر على الأرجح "رداً متناسباً بالقيام بعمل ذي مغزى" بدون إعطاء أي توضيحات. لكنه قال ، "اننا نعتقد أيضاً أنه أيما كان ما ستؤول إليه هذه المسألة، فسيكون هناك عدم استقرار سياسي في سوريا لبعض الوقت" داعياً إلى تشكيل حكومة "غير طائفية تضم جميع الأطراف" وقيام مؤسسات تعمل بشكل جيد بعد تنحي الرئيس بشار الأسد أو إطاحته. وقال "العبرة التي استخلصناها من العراق ومن الإدارة السابقة .. هي أنها بتوليها إدارة شؤون العراق دمرت كل المؤسسات. لم تكن هناك هيئة واحدة متبقية. لم يكن هناك حتى وزارة للأشغال العامة". وأضاف "نعلم أننا قادرون على معالجة هذا الأمر إن كنا على استعداد لإنفاق ألف مليار دولار ونشر 160 ألف جندي ، وتكبد ستة آلاف قتيل ، ولكننا لا نستطيع ذلك" في إشارة إلى الحصيلة البشرية والمالية للحرب في العراق من الجانب الأميركي. وهذه هي أوضح تصريحات تصدر عن مسؤول أميركي كبير في الإدارة الحالية ، تربط بين اجتياح العراق قبل عقد من الزمن وتردد واشنطن الحالي في الأزمة السورية ، حيث أدى نزاع يدور منذ أكثر من سنتين إلى سقوط أكثر من 70 ألف قتيل. ودافع أوباما الثلاثاء ، عن استراتيجية ادارته في الملف السوري في مواجهة انتقادات اعضاء في الكونغرس حضوه على تبني خط اكثر تشددا باعطاء الضوء الاخضر لتسليح المعارضة السورية او اقامة منطقة حظر جوي. وقال أوباما في إشارة واضحة إلى اجتياح العراق ، " أنا لا اتخذ قرارات على أساس الانطباعات. لا يمكنني جمع ائتلافات دولية حول انطباعات. سبق وقمنا بذلك في الماضي ولم يجر الأمر بشكل جيد". (ا ف ب) | واشنطن